رجال حموشي في مواجهة الإرهاب.. استراتيجية استباقية لحماية أمن المغرب والمغاربة
في عملية أمنية نوعية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بتنسيق وثيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط مخطط إرهابي وشيك في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد. العملية التي جرت فجر الأحد، تُبرز مرة أخرى الكفاءة العالية واليقظة الأمنية التي أصبحت علامة فارقة للمملكة المغربية في مواجهة التهديدات الإرهابية، وذلك بفضل استراتيجية استباقية يقودها عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
أسفرت التدخلات الأمنية المدعومة بمعلومات استخباراتية دقيقة عن توقيف أربعة عناصر متطرفة، بينهم ثلاثة أشقاء، مرتبطين بتنظيم “داعش” الإرهابي. تمت العملية في منزلين سكنيين بمنطقة حد السوالم، حيث تم العثور على مواد خطيرة تستخدم في صناعة المتفجرات، بما في ذلك أسمدة كيميائية ومادة الكبريت ومسحوق الفحم، إلى جانب معدات تلحيم وأسلحة بيضاء.
فيديو تفصيلي لعمليات توقيف إرهابيين بحد السوالم من طرف قوة خاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني#المكتب_المركزي_للأبحاث_القضائية #مكافحة_الإرهاب #تنظيم_داعش #حد_السوالم #الأمن_المغربي #سلامة_المملكة pic.twitter.com/SMcWUPlqMW
— Marocmedias (@Marocmedias_com) January 26, 2025
هذه الخلية، التي كانت في مراحل متقدمة من التحضير لتنفيذ عمليات تفجيرية، وثقت أهدافها الإرهابية عبر تسجيلات فيديو تعلن فيها الولاء لتنظيم “داعش”، كما أجرت زيارات استطلاعية لأهداف محتملة، مع شراء مواد كيميائية أولية تدخل في صناعة المتفجرات.
يعكس هذا المخطط الإرهابي امتدادًا لمحاولات مستمرة تستهدف استقرار المملكة. إذ يشكل المغرب نموذجا ناجحا في مكافحة الإرهاب، بفضل مقاربته الشاملة التي تجمع بين الأبعاد الأمنية والقانونية والتنموية والدينية. وتعتبر المملكة رائدة في دعم دول الساحل الإفريقي في مواجهة التطرف، من خلال تقديم المساعدة الاستخباراتية والتنموية، وهو ما أكسبها احترامًا دوليًا لكنه جعلها هدفًا للتنظيمات المتطرفة.
ولا يقتصر النهج المغربي على العمل الأمني فحسب، بل يمتد ليشمل التنمية المستدامة كأداة أساسية للحد من جذور التطرف. مشاريع تنموية كبرى مثل أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا ودعم الأمن الغذائي للدول الإفريقية تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتقويض بيئة التطرف.
إضافة إلى ذلك، يتبنى المغرب مقاربة دينية معتدلة، من خلال تكوين أئمة ودعاة في إطار مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين، لتعزيز قيم التسامح والتعايش.
ويشكل التعاون الأمني والاستخباراتي مع دول الجوار والمجتمع الدولي ركيزة أساسية في الاستراتيجية المغربية. فقد ساهمت المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها المملكة في إحباط عدة اعتداءات إرهابية خارج حدودها، مما يعكس نجاعة هذه الشراكات وأهميتها في مواجهة التهديدات الإرهابية العالمية.
إن العملية الأخيرة تؤكد أن المغرب، بقيادة أجهزته الأمنية، سيظل يقظا لمواجهة كل التهديدات الإرهابية. بفضل التوجيهات الملكية الحازمة والرؤية الاستراتيجية التي توحد بين الأمن والتنمية، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كحصن منيع أمام قوى الظلام، محليا ودوليا.
إن النجاحات المتواصلة التي تحققها المملكة في التصدي للإرهاب ليست مجرد انتصارات أمنية، بل هي رسالة واضحة بأن المغرب، بمؤسساته القوية وشعبه الموحد، سيبقى نموذجا للاستقرار والصمود في منطقة تواجه تحديات غير مسبوقة.