• ماي 2, 2025

هكذا نجح المغرب في إحباط محاولات النظام الجزائري للانضمام إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي

شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الأربعاء 12 فبراير تطورا دبلوماسيا بارزا، حيث تمكن المغرب من إحباط مساعي الجزائر للعودة إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي. وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الدبلوماسية الجزائرية، إلا أنها لم تتمكن من حصد العدد الكافي من الأصوات، حتى عندما كانت المرشحة الوحيدة، وهو أمر نادر في تاريخ الانتخابات داخل الاتحاد.

انسحاب غير متوقع وسط أجواء الإحباط

مع اقتراب مساء يوم الأربعاء 12 فبراير في مطار أديس أبابا، كانت طائرة “Gulfstream” الجزائرية تستعد للإقلاع، وعلى متنها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف وعدد من أعضاء وفده، الذين غادروا إثيوبيا في حالة من الإحباط بعد النكسة غير المتوقعة. كان من المنتظر أن يشارك الوفد الجزائري في القمة العادية لرؤساء الدول الإفريقية يومي 15 و16 فبراير، لكن الخسارة الكبيرة في انتخابات المجلس دفعتهم إلى المغادرة فورا.

رهان خاسر رغم الجهود المكثفة

سعت الجزائر لاستعادة مقعدها في المجلس بعد فقدانه عام 2021، خاصة وأنها كانت تحتل موقعا بارزا داخله منذ 2003. لهذا الغرض، قاد وزير الخارجية أحمد عطاف حملة دبلوماسية واسعة منذ يناير، تضمنت زيارات مكثفة لعدد من الدول الإفريقية، مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، الكاميرون، الكونغو، وبنين، وذلك لكسب الدعم لترشح الجزائر.

ولم يقتصر الأمر على وزير الخارجية وحده، بل شارك مسؤولون آخرون، مثل وزراء التعليم والصحة والإعلام، في مساعي إقناع الدول الإفريقية بدعم الترشيح الجزائري. ورغم كل هذه الجهود، اصطدمت الجزائر بجدار صلب من المعارضة، قاده المغرب ببراعة دبلوماسية.

المغرب يحسم المعركة دبلوماسيا

عملت الرباط على تجديد عضويتها في مجلس السلم والأمن، متصدية لمحاولات الجزائر استعادة السيطرة على هذا الجهاز الحيوي. وبفضل تحركات مدروسة وتحالفات قوية، تمكن المغرب من إفشال انتخاب الجزائر، إذ لم تستطع الأخيرة تأمين أغلبية الثلثين المطلوبة، حتى بعد سبع جولات من التصويت.

وفي الجولة السابعة، التي كانت الجزائر المرشحة الوحيدة فيها، لم تنجح في الحصول على الأصوات اللازمة، مما شكل ضربة قاسية لدبلوماسيتها، وكشف عن تراجع نفوذها داخل الاتحاد الإفريقي.

انعكاسات الفشل على السياسة الجزائرية

مع انتهاء التصويت، أدركت الجزائر أن محاولتها لاستعادة المقعد باءت بالفشل. ووفقا للصحفي الكيني موانجي ماينا، فإن الامتناع الكبير عن التصويت خلال الجولة الأخيرة أدى إلى تأجيل البت في الانتخابات.

وإثر هذه النكسة، غادر المسؤولون الجزائريون أديس أبابا سريعًا، فيما تتجه الأنظار الآن إلى الانتخابات الجديدة، المقررة خلال شهر أو شهرين، لاختيار عضو جديد للمجلس.

أما الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فقد كان يعول على هذا الفوز لتعزيز موقعه دبلوماسيًا، وكذلك لدعم مرشحته سلمى مليكة حدادي، التي تنافس المغربية لطيفة أخرباش على منصب نائب رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي المكلفة بالشؤون المالية. ومع هذا الإخفاق، أصبحت فرص الجزائر في تحقيق هذا الهدف ضعيفة، خاصة في ظل ضعف خبرة مرشحتها مقارنة بمنافستها المغربية.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة