• ماي 3, 2025

التدخل الملكي يفضح عجز حكومة عزيز أخنوش عن حماية الأمن الغذائي للمغاربة (كاريكاتير)

لقيت الرسالة الملكية التي تلاها وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، يوم أمس و التي دعا فيها جلالته شعبه الوفي بعدم إقامة شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة بسبب التحديات المناخية و الاقتصادية الصعبة التي تعرفها المملكة، تفاعل المغاربة إيجابا مع هذا القرار إذ عبروا عن فرحتهم العارمة بهذه الخطوة الملكية الحكيمة و التي راعت ظروف الفئات الفقيرة و الهشة التي تنهكها الأعباء المالية في هذه المناسبة الدينية.

من جهة أخرى، يساءل هذا التدخل الملكي حكومة عزيز أخنوش و يفضح عجزها عن لعب الدور المنوط بها في التدخل لضبط الأسعار و المضاربين و فشلها في حماية القدرة الشرائية للمواطنين.

المبادرة الملكية بإلغاء شعيرة عيد الأضحى ليست الأولى من نوعها، حيث تم اتخاذ ذات الخطوة سنوات 1963، 1981 و 1996 استجابة لظروف اقتصادية و سياسية استثنائية، و هو ما يبين أن الملك لطالما بقي قريبا من الشعب في أوقات الأزمات و أنه جزء لا يتجزأ من معاناتهم ضدا عن القرارات اللاشعبية المتخذة من طرف المسؤولين السياسيين و رؤساء الحكومات آخرهم أخنوش.

و على ذكر أخنوش لا بد من التطرق لمخطط “المغرب الأخضر” الذي يشرف عليه هذا الأخير منذ إطلاقه سنة 2008 و الذي كان يروم تحديث القطاع الزراعي للمغرب، وتحقيق النمو الاقتصادي ومحاربة الفقر في القرى وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إلا أن العكس هو الحاصل تماما، فبعد أزيد من 17 سنة على إطلاق هذا المشروع الاستراتيجي، تشهد المملكة ارتفاعا كبيرا في أسعار المنتجات الفلاحية من خضر ولحوم ودواجن وبيض، ناهيك عن الإهدار المفرط للموارد المائية بالتشجيع على الزراعات المستنزفة للمياه مثل الأفوكادو والبطيخ وغيرهما في وقت يعرف فيه المغرب توالي سنوات الجفاف.

و قد سبق لعدد من المؤسسات الوطنية مثل المندوبية السامية للتخطيط أو بنك المغرب أن دقت ناقوس الخطر فيما يتعلق بهذا المخطط و إخفاقه في بلوغ أهدافه المسطرة، بالرغم من الإمكانيات المالية المهمة التي تخصصها له الحكومة كل سنة من خلال قانون المالية حيث ظل القطاع الفلاحي يعيش على وقع التخبطات الشيء الذي منعه من أن يكون رافعة من رافعات التنمية.

لقد فشل مخطط أخنوش “الأسود” فشلا ذريعا في كسب رهانات عديدة، بدءا بدعم الفلاحة التضامنية التي طالما تغنى رئيس الحكومة الحالية أنها السبيل الأمثل لمحاربة الفقر بالقرى، وتجويد ظروف عيش الفلاحين في المناطق النائية والمعزولة، كما لم يتمكن من تقليص الفوارق المجالية بين المناطق، وهلم جرا من الأهداف التي ظلت حبرا على ورق. 

و مع كل هذا الكم من الإخفاقات، وجب على عزيز أخنوش بدل البحث عن المبررات الواهية، تحمل كافة مسؤولياته السياسية و الاعتراف بأخطاءه و اتخاذ قرار الاستقالة من الحكومة لفسح المجال للكفاءات الحقيقية التي بإمكانها حمل هم الوطن و المواطنين.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة