خلفيات الانتفاضة الشعبية بتندوف قبل إحاطة مجلس الأمن حول الصحراء المغربية
سليم الهواري
على بعد أيام معدودات لعقد مجلس الأمن الدولي (14 ابريل 2025) جلسة مشاورات خاصة، لمناقشة مستجدات نزاع الصحراء المغربية، شهدت مخيمات العار بجمهورية تندوف الصغرى، من جديد انتفاضة شعبية عارمة، وأظهرت مقاطع فيديو، قيام العشرات من سكان تندوف – لأول مرة – بمهاجمة المقر الجديد لإبراهيم غالي الذي تم تشييده مؤخرا…
وحسب مصادر من عين المكان، فقد سمعت أصوات الرصاص اول أمس الأربعاء بالقرب من إقامة غالي، ولم يعرف ما إذا كانت هناك خسائر في الأرواح حسب نفس المصادر
وجاءت الاحتجاجات الصاخبة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية للمحتجزين، وكذلك كرد فعل على سياسة القمع والتخويف، وسياسة الاعتقال الجماعي التي تنهجها قيادة جبهة البوليزاريو المدعومة والمسيرة من طرف العسكر الجزائري…
وبتزامن مع زيارة دي ميستورا الى مخيمات تندوف، تشير جل المؤشرات عن قرب انفجار الأوضاع في المخيمات، من اجل اسماع صوتهم عاليا، وتحاول قيادة البوليساريو – بشتى الوسائل – إخفاء حالة من التذمر واليأس الذي تعيشه المخيمات.
ويرى مراقبون أن اندلاع الاحتجاجات والفوضى بالمخيمات يأتي في طل غياب رؤية واضحة لقيادة البوليساريو الحاكمة في المخيمات ولا للجزائر الحاضنة، وعجزهما الخروج من مأزق اللجوء المستمر طيلة عقود من الزمن، وكذا في سياق فقدان الثقة في القيادة السياسية، بعد سقوط الحلم الوهمي ببناء “الدولة الصحراوية” وتخلي مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنتظم الدولي عن خيار دعم الانفصال، بالإضافة الى الإعلان الرسمي لقوى دولية تندوف منطقة إرهابية وحذرت مواطنيها من زيارتها بسبب خطر الاختطاف والإرهاب… فضلا عن تداعيات تعنت الجزائر العودة إلى طاولة المفاوضات !!
هذا، وعزت تقارير غربية، لما يحدث بتندوف من انتفاضة غير مسبوقة في هذا الظرف بالذات، راجع بالدرجة الأولى، الى ترأس فرنسا العضو الدائم، خلال هذا الشهر لجلسة مجلس الامن، تنفيذًا للقرار 2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024، والذي ينص على تقديم الأمين العام للأمم المتحدة احاطات دورية حول مسار المحادثات الجارية، وتقييم أداء بعثة الأمم المتحدة التي لم تعد ذات أهمية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة.
ووفقًا لمعطيات رسمية، فالولايات المتحدة الأمريكية تتجه رسميا – خلال جلسة ابريل – لطي ملف الصحراء المغربية، واجبار معارضي الحكم الذاتي على قبول المقترح المغربي، الذي يحظى بدعم دولي واشادة من دول كبرى.
ويكفي الموقف الفرنسي الرسمي الداعم لمغربية الصحراء، ولمقترح الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب كأقصى حد لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل، والذي يحمل في طياته العديد من الدلالات السياسية المهمة…ولتذهب عصابة السوء الى الجحيم…