• ماي 3, 2025

حسن بناجح و”القضية الفلسطينية”.. مناصرة مأجورة وركوب رخيص على دماء غزة من أجل مهاجمة الدولة المغربية

ليس غريبا على من احترف الانتهازية السياسية أن يركب موجة القضية الفلسطينية، فحسن بناجح، القيادي في جماعة العدل والإحسان، المعروفة بـ “جماعة بوكو أحلام” (على وزن بوكو حرام)، لا يفوّت مناسبة إلا وحاول تحويلها إلى عرض مسرحي ينفث فيه سمومه ضد مؤسسات الدولة، تحت قناع نصرة “القدس”.

لكن الحقيقة أن هذا الرجل لم يعد يخفي حتى نيته في تحويل مأساة الفلسطينيين إلى مادة للاستعراض الرخيص، و”فرصة شعبوية” يطل من خلالها بوجه متخم بالأنانية السياسية والنرجسية الخطابية.

منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في غزة، تحوّل بناجح إلى ناطق غير رسمي باسم “المزايدة”، يطل كل مرة بتغريدات وتصريحات لا تعكس دعما حقيقيا للمقاومة، بل تُفصح عن رغبة عارمة في افتعال بطولة وهمية على حساب جراح شعب. هو لا يرى في فلسطين سوى يافطة يمرر من خلفها سمومه، وسُلّما يحاول أن يتسلّق به من قبو التهميش إلى منصات الأضواء، ولو على جثث الأطفال.

بناجح، الذي لم يُقدّم يوما موقفا عمليا واضحا أو مبادرة ذات معنى لدعم القضية، ينصبّ كل جهده في ترديد الشعارات وتوزيع صكوك الوطنية والخيانة. هو لا ينخرط في دعم فلسطين بصدق، بل يمارس عملية ابتزاز عاطفي للرأي العام، مستخدما وجع الأمة لتصفية حساباته مع الإعلام، والسلطة، وكل من يرفض أن يضعه في مقام الزعيم المزعوم.

ما يفضح نواياه أكثر هو تهجمه المستمر على وسائل الإعلام الوطنية لمجرد أنها لا تمنحه المساحة التي يحلم بها. فهو لا يريد منصة للدفاع عن فلسطين، بل منبرا لعرض بضاعته السياسية الكاسدة، المتجسدة في خطاب ماضوي، شعاراتي، متكلس، لا يحمل أي بعد عملي أو واقعي. وبمجرد أن تُسلّط الأضواء على التناقضات التي يعيشها خطابه، يُهرع إلى سلاحه المفضل: التخوين، والافتراء، والنواح المعتاد.

بل الأخطر من ذلك، أن بناجح لطالما التحق بكل حملة ضد الدولة المغربية، وحاول ركوب كل موجة احتجاج، لا من باب المبدئية، ولكن من باب الاستغلال السياسي الانتهازي. وفي كل مرة، يصطف مع من لا يجمعهم معه سوى كراهيتهم للدولة، قبل أن يقلب عليهم الطاولة إذا ما فشلوا في تمكينه من مقعد وسط المسرح.

هذا الرجل الذي يدّعي نصرة القدس، لم يتردد يوما في استغلال دماء الفلسطينيين ليهاجم بلده، ومؤسساته، وإعلامه. وكأن فلسطين ما هي إلا “ديكور تعبئة” لتغطية خطابه الموجّه ضد الداخل، وضد كل من يفضح تواطؤه مع أعداء الاستقرار والوطن. فالقدس عنده ليست عنوانا لكرامة الأمة، بل مجرد لافتة مدفوعة الأجر لمسرحية سياسية هزيلة الإخراج.

وإذا كان بناجح يطالب بالوضوح في المواقف من القضية الفلسطينية، فإن أوّل من يجب مساءلته هو هو نفسه: أين هي مساهماته الفعلية؟ أين هي مواقفه الثابتة تجاه الجهات التي تتاجر بالقضية علنا؟ ولماذا لم نره يوما يهاجم داعمي “صفقة القرن” من المحور الذي يغازله؟ أم أن حسابات الجماعة ومصالحها أهم من فلسطين نفسها؟

بكل بساطة، حسن بناجح ليس مدافعا عن فلسطين، بل مهرّج سياسي يتقن فن الركوب على القضايا العادلة لتمرير أجندات خبيثة، لا علاقة لها لا بالمقاومة، ولا بالنضال. ومهما صرخ وتشنّج، فلن يكون أكثر من ظل باهت لبروباغندا جماعة فقدت كل مصداقية، ولم تعد تملك سوى الخطابة والتشكيك والمزايدة.

لقد آن الأوان لفضح هذا النوع من المتاجرين بقضايا الأمة، الذين يحوّلون آلام الشعوب إلى أدوات دنيئة للتسويق الذاتي. ففلسطين لا تحتاج إلى مهرّجين بل إلى رجال مواقف، لا إلى تجار شعارات بل إلى مناضلين صادقين. وما يفعله بناجح اليوم، لا يختلف في شيء عن أولئك الذين يبيعون الشعارات في سوق الكذب السياسي. والفرق الوحيد أنه يلبس قناع “المعارضة”، بينما يطعن الوطن من الخلف في كل لحظة سانحة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة