انهيار أسعار النفط يُرعب حكام الجزائر!!
بدر سنوسي
تراجعت أسعار النفط لليوم السادس على التوالي، متأثرة بمزيج من العوامل السلبية، أبرزها القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بخصوص الرسوم الجمركية على الواردات، و رد فعل الصين بفرض رسوم وصلت الى 34 في المائة على السلع الامريكية، مما حدا بمجموعة (اوبيك بلس- التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول) باتخاذ قرار استعجالي، يتمثل في زيادة الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022، وسط تصاعد المخاوف بشأن تراجع النمو الاقتصادي العالمي وضعف الطلب على الوقود، نتيجة الرسوم الجمركية الأميركية والردود الانتقامية من الدول المتضررة، وفقًا لما أكدته وكالة رويترز.
هدا وعلى الرغم من التحسن الذي طرأ في السنوات الاخيرة، على سعر برميل النفط في الاسواق العالمية، الا انه سرعان ما هبطت أسعار النفط خلال تعاملات الاسبوع الاخير الى أدنى مستوى، – بعدما تهاوي سعر البرميل إلى ما دون 62 دولارًا – مع احتمال تخمة المعروض وسط آفاق اقتصادية قاتمة، حيث من المتوقع ان يصل سعر النفط الى 40 دولار…
وتوحي كل المؤشرات الاقتصادية أن سنة 2025 ستكون أصعب سنة على الجزائريين منذ فترة طويلة، فمن الناحية الاقتصادية، تواجه الجزائر العديد من الأزمات المتداخلة في بعضها البعض، واكيد ان هده الازمات المترابطة فيما بينها ستصبح أكثر تعقيدًا، خاصة بعد الازمة السياسية التي لاحت في الأفق بين العصابة ودول الساحل (بعد قرار سحب السفراء من العاصمة يومه الاثنين 7 ابريل الجاري).
وحسب محللين، فلا يمكن حلّ بعض الازمات والتغاضي عن البعض الأخر، بمعنى انها ازمات يجب حلها في أقرب وقت ممكن، والا ستؤدي الى ازمة مجتمعية تضع أمن الجزائر على كف عفريت، لأنّ اول من سيدفع نتائجها الطبقات الضعيفة في المجتمع التي تحملت نتائج الفشل الاقتصادي طوال عقود من الزمن، من طرف عصابة لا زال همها الوحيد نهب ثروات البلاد، دون رقيب ولا حسيب…
وارتباطا بالموضوع، أكد خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد الجزائري يعيش حالة من الانهيار لا مثيل له، بسبب الهشاشة التي يعرفها، إزاء السوق الدولية للبترول المتقلبة أسعارها والمنخفضة إلى مستوى لا يطاق بالنسبة لوتيرة نفقات الدولة، والتي تستدعي البحث عن موارد مالية دائمة خارج المحروقات، ينضاف الى هدا انخفاض سعر تداول العملة الصعبة الأورو والدولار على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة، وكدا تآكل مدخرات الخزينة ونفاد تدريجي لما بقي في احتياطي النقد الأجنبي.
يذكر انه بالرغم من بعض الإجراءات التي تحدثت عنها الحكومات المتتالية في الجزائر، لا تزال الخزينة الجزائرية تعاني الامرين بسبب تأرجح اسعار النفط، الذي يبقى يتربع على عرش الصادرات والمدخول الأول والرئيسي للجزائريين، علما ان الإخفاقات المتكررة والقرارات السياسية المتخذة بشكل أحادي من طرف العصابة، ساهمت بشكل مباشر، في نتائج جعلت الجزائر على حافة الهاوية، وهو ما يثير سخط شعبي كبير ويحبط من معنويات المواطنين الذين يعانون من غلاء المعيشة، والفقر، والبطالة، والتفاوتات الاجتماعية، و ” الحقرة ” والتهميش…
وفي ظل الإعلان عن الحرب التجارية العالمية، وكذا المنافسة الشرسة بين الدول المصدرة للبترول، فاكيد ان عصابة الشر، سوف لن يكون بمقدورها هذه المرة – تزيير السمطة – كما دأبت فعله كلما تهاوت اسعار النفط، ليبقى امامها الحل الوحيد المتمثل في عملية تمويل عجز الميزانية بالالتجاء الى طريقة طبع النقود… فما كل مرة تسلم الجرة بالنسبة لعصابة لم تتعلم قط من الدروس…!!