زعيم سياسي أم ناشط فايسبوكي؟ بنكيران يسب مواطنين ويتطاول على الدولة!
جماعة الطوابرية ووهم “المصادر الرفيعة” وخرافة “التفاوض”… مجرد أضغاث أحلام !
في عرف الطوابرية، كلما ضاقت بهم الدنيا ولم تعد تدرّ المنصات أرباحا، عادوا إلى لازمتهم الخرافية المحببة: “عندي مصادر”.
علي المرابط “يتنفس” من مصادر رفيعة، محمد حاجب “يحلم” بمصادر جد حساسة، حميد المهداوي “سمع من” مسؤول كبير في مطعم، هشام جيراندو “يتلقى” اتصالات من شخصيات سامية، وزكرياء مومني “يعرف كل شيء من باريس”… وكلهم في النهاية يُسندون كلامهم إلى “الهواء الطلق” أو “أصدقاء وهميين في المخزن”.
لقد تحولت هذه الكائنات اليوتوبية – من الإرهابي السابق محمد حاجب، إلى الهارب من العدالة هشام جيراندو، وصولا إلى المخبر المفلس علي المرابط، والقزحي زكرياء المومني، والمارق المهداوي الذي فقد البوصلة والذاكرة – إلى ما يشبه فرقة إنشاد شعبية في دكان قديم تغني على أنغام: “كاين مفاوضات”، “راه كاينين مسؤولين باغيين الصلح”، “الدولة بدات تراجع حساباتها”… دون أن يدركوا أن من يكرر الكذبة لا يجعلها حقيقة، بل يجعله أضحوكة.
فأي دولة عاقلة هذه التي تحاور أو ستحاور من يهدد بالفوضى والإرهاب ويُهلوس برغيف الانتقام من وطنه؟ وأي مؤسسة تفتح قنوات مع من يعتبر نفسه فوق القانون، فقط لأنه “توصل” برسالة وهمية من “مصدر حساس”؟
لقد بلغ العبث مداه حين صار محمد حاجب، وهو الإرهابي المدان بقضايا الإرهاب، يتحدث عن “مشروع حوار” وكأنه في موقع تفاوض. ثم فجأة يتحول إلى واعظ غاضب يتوعد المغاربة بالخراب. وبين المشهدين، لا شيء سوى الانهيار الشخصي والعجز عن ابتزاز مؤسسات قررت أن تتعامل بالحزم وليس بالهوان.

أما هشام جيراندو، فبعدما أحرق ورقته في سوق التشهير والابتزاز الإلكتروني، صار يروج أنه “يعرف الكثير”، ويحتفظ بـ”ملفات خطيرة”، بينما الحقيقة أنه يحتفظ فقط بملف قضائي ثقيل في كندا قد يُعاد تكييفه من النصب إلى الاتجار بالبشر.
وعلي المرابط، هذا الذي يعيش على فتات “نقل الرسائل”، يصر على أن له مصادر من داخل القصر والإدارة والمخابرات وحتى من باعة النعناع في الأسواق الشعبية. كل شيء مباح ما دام سيعطيه فقرة في مقال أو فيديو آخر يملأ به فراغه المهني.
أما حميد المهداوي، فهو كمن دخل متأخرا إلى لعبة الكذب والتطبيل فوجد نفسه وسط فرقة الطوابرية، لا هو “مناضل” ولا هو “معارض” ولا حتى يملك الحد الأدنى من المصداقية بعد أن صار يطبل لمن يسيء إلى الملك، ثم يهاجم القصر حين يتحدث عن صحفيين أو نشطاء فضحوه.
الدولة المغربية واضحة: لا تفاوض مع من خان، لا حوار مع من تخابر وابتز، ولا عفو على من يساوم ويهدد.
من أخطأ، فالمؤسسات القضائية كفيلة بمحاسبته، ومن عاد إلى رشده فالقانون هو الفيصل. أما من لا يزال يراهن على ابتزاز الدولة بمزاعم فارغة ومصادر وهمية، فمصيره مزيد من الانحدار.
ما لا يفهمه هؤلاء هو أن المغرب لا يُدار من يوتيوب، ولا يصدر قراراته من بودكاست، ولا يفاوض الإرهابيين والمبتزين… ومن شاء أن يروي قصصا عن المفاوضات، فليحكها لنفسه قبل النوم وهو يشرب “حليبة سخونة مع اللويزة”.