زعيم سياسي أم ناشط فايسبوكي؟ بنكيران يسب مواطنين ويتطاول على الدولة!
فرنسا تحسم موقفها.. والجزائر تحترق بعزلتها: المغرب يربح معركة السيادة في زمن التحولات الكبرى
يتأكد يوما بعد آخر أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ سيادته على صحرائه، بدبلوماسية ذكية وحضور إقليمي قوي، بينما تزداد الجزائر غرقا في عزلة إقليمية ودولية خانقة، تُفضح ملامحها مع كل أزمة جديدة.
ففرنسا، التي ظلت تُمسك العصا من الوسط لسنوات، حسمت موقفها نهائيًا وبكل وضوح. في بيان رسمي صادر عن وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، عقب لقاء جمع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بنظيره المغربي ناصر بوريطة، أكدت باريس أن “حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، مستندة بذلك إلى الرسالة التاريخية التي وجهها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس بتاريخ 30 يوليو 2024.
ولم تكتف فرنسا بهذا التصريح السياسي، بل بدأت ترجمة موقفها عبر قرارات تنفيذية على مستوى التعاون والشراكات مع المغرب، في خطوة تؤكد أن موقف باريس لم يعد ورقة مؤجلة، بل توجه راسخ في السياسة الفرنسية.
الدعم الفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة، باعتبارها الحل السياسي الوحيد والأكثر جدية ومصداقية، يتقاطع مع مواقف واضحة لعدد كبير من القوى العالمية: الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، وهياكل الأمم المتحدة، حيث يتوقع أن يُنهي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تقريره المقبل بقرارات حاسمة تصب في صالح المقترح المغربي وتُقوّض رواية الانفصال.
في المقابل، الجزائر تخوض معارك خاسرة في كل الاتجاهات. علاقاتها مع فرنسا تعرف أسوأ مراحل التوتر بسبب قضايا متشابكة، من أبرزها اعتقال دبلوماسيين جزائريين، والتورط المزعوم في اختطاف المعارض أمير دي زاد على الأراضي الفرنسية، ما دفع باريس لاتخاذ إجراءات صارمة، شملت طرد موظفين من السفارة الجزائرية، وسط صمت مرتبك من قصر المرادية.
وفي نفس الوقت، تواجه الجزائر صدامًا مفتوحًا مع دول الساحل الإفريقي، بعد اتهامها بإسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي داخل أراضي مالي. وهو ما دفع مالي، ومعها النيجر وبوركينا فاسو، إلى استدعاء سفرائها من الجزائر واتهامها رسميًا بدعم الجماعات الإرهابية، في مشهد يكشف إفلاسًا سياسيًا ودبلوماسيًا لنظام لا يعرف سوى منطق التدخل والتأزيم.
على الضفة الأخرى، يواصل المغرب بناء تحالفاته على أساس الرؤية الواقعية والانفتاح الذكي. الأجهزة الأمنية بقيادة عبد اللطيف حموشي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الدولي، ولا سيما مع فرنسا، التي أشادت مؤخرًا بدور المغرب الاستثنائي في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، معتبرة أن المملكة أضحت شريكًا لا غنى عنه في حفظ الأمن الأوروبي.
اليوم، يتسع التوافق الدولي حول مغربية الصحراء، في حين تتقلص خريطة حلفاء الجزائر التي باتت تُدرك أن رهاناتها على أطروحة الانفصال انهارت أمام المواقف السيادية للدول المؤثرة، وأمام صرامة المؤسسات الأممية التي تبحث عن حلول، لا عن استمرار نزاع مفبرك أُريد له أن يدوم.
ووسط هذا المشهد، يظل السؤال معلقًا في وجه من ما زالوا يسبحون ضد التيار: هل يُعقل أن يكون المغرب، فرنسا، أمريكا، إسبانيا، مجلس الأمن، وأكثر من 80 دولة عبر العالم، على خطأ؟ وأن تكون الجزائر وحدها، من ترى الحقيقة المطلقة وتُصر على تسويق وهم “التحرير” في أرض لم تكن يوما لها؟
التاريخ يتحرك، والتحالفات تتشكل على قاعدة السيادة، الوحدة، والاستقرار، لا على أساس العداء الأيديولوجي ولا على وهم الحروب بالوكالة. والمغرب، بثباته، يحصد الاعترافات، ويُراكم الإنجازات، وينتصر في معركة السيادة بحكمة وقوة لا تعرف الصراخ.
أما الجزائر، فكلما ارتفع صوتها، كلما كان ذلك دليلًا على وحدتها المكسورة، وتحالفاتها المتهالكة، وحقيقتها التي لم يعد ممكنًا إخفاؤها عن العالم.