زعيم سياسي أم ناشط فايسبوكي؟ بنكيران يسب مواطنين ويتطاول على الدولة!
البوليساريو في مرمى نيران الغرب وتحركات مكثفة لوضع الكيان الانفصالي على قوائم الإرهاب الدولي
في سياق تزايد التوترات الجيوسياسية، بدأت أصوات غربية نافذة تطالب بإعادة النظر في طبيعة جبهة البوليساريو وتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية. هذه الدعوات لم تعد تقتصر على دوائر هامشية، بل صدرت عن شخصيات بارزة في الساحة السياسية لكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما يشير إلى تحوّل ملحوظ في النظرة الغربية تجاه هذه الجماعة الانفصالية المدعومة من الجزائر.
آخر هذه الدعوات جاءت من السياسي البريطاني المخضرم ليام فوكس، الذي شغل مناصب وزارية بارزة وكان منافسا على قيادة حزب المحافظين.
في منشور له على منصة “إكس”، لم يتردد فوكس في تشبيه البوليساريو بحركات مثل حماس وحزب الله، متهما إياها بأنها تعمل كذراع إيراني في شمال إفريقيا. وشدد على ضرورة تحرك الحكومات الغربية فورا لإدراج هذه الجماعة في لوائح الإرهاب، دعما لحلفائهم المغاربة.
استند فوكس إلى تقرير صادر عن مركز أبحاث أمريكي يدعى “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، والذي خلُص إلى أن جبهة البوليساريو تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي ولمصالح حلفاء واشنطن في المنطقة، كما أشار إلى تمويل وتدريب إيراني تتلقاه الجبهة، إضافة إلى نشاطها المزعوم في تهريب الأسلحة والتنسيق مع جماعات جهادية عبر الساحل الإفريقي.
وفي الجانب الأمريكي، لا يقل الحماس عن نظيره البريطاني. فقد عبّر عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون عن دعمه لخطوة تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، معلنا عن تحركات تشريعية يقودها بهذا الخصوص. وذهب إلى أبعد من ذلك حين أكد أن الرئيس السابق دونالد ترامب سيتخذ موقفا حازما حيال هذه القضية.
أما على مستوى التحليلات الأمنية، فقد أصدرت “مؤسسة هدسون” ورقة بحثية تناولت ما وصفته بـ”النشاطات المقلقة” للجبهة، متهمة إياها بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أممية، واستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية، فضلا عن تحالفات مشبوهة مع كيانات مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
وتضيف الورقة أن الجبهة حصلت على طائرات مسيّرة بدعم من إيران، وشاركت في تهريب أسلحة إلى جماعات مسلحة في منطقة الساحل، ما يضعها في دائرة الاتهام المباشر بتهديد القوات الغربية هناك.
وفي تقرير صحفي نشرته مؤخرا صحيفة “واشنطن بوست”، تم الكشف عن تورّط عدد من مقاتلي البوليساريو في النزاع السوري، حيث تم إرسالهم – بحسب مصادر دبلوماسية وسورية – للقتال إلى جانب قوات النظام السوري بتنسيق ودعم إيراني. وأفاد التقرير أن هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبات عسكرية متقدمة ضمن إطار دعم إيران لحلفائها في مناطق النزاع.
هذا التسلسل من المعطيات والتحليلات، الذي يتلاقى من واشنطن إلى لندن، يعيد طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل جبهة البوليساريو وموقعها على الساحة الدولية، خاصة في ظل تنامي المؤشرات على وجود شبكة علاقات واسعة تربطها بأطراف دولية تتهمها دول الغرب بأنها مصدر تهديد للأمن والاستقرار العالمي.