زعيم سياسي أم ناشط فايسبوكي؟ بنكيران يسب مواطنين ويتطاول على الدولة!
وفاة عبد الله باها.. عندما تتحول هلوسات علي المرابط إلى مشروع “تحقيقات” في زمن الضياع
يبدو أن علي المرابط، الذي غاب عن الأضواء لسنوات، قد قرر أخيرًا العودة إلى الواجهة، لكن بطريقة درامية يائسة تشبه أفلام الدرجة الثالثة، عبر إطلاقه اتهامات عبثية وطعون بائسة في ملفات قُضي فيها وانتهى النقاش.
في مشهد سريالي لا يحسد عليه، بدأ المرابط يشكك في وفاة الراحل عبد الله باها، الرجل الذي نال احترام الجميع وتقديرهم، وكأننا بصدد “محقق خاص” يعاني من أزمة آخر العمر، أو بالأحرى، شخص فقد بوصلته بين أكوام الهلوسات.
المرابط، الذي “احترف” القفز بين القضايا كما يقفز بهلوان في سيرك متهالك، يبدو وكأنه يبحث عن جرعة أكسجين إعلامي، حتى لو كان ذلك عن طريق حفر القبور وإثارة الفتن واستثمار الألم الإنساني في عروض رخيصة للفرجة.
بل إن البعض يتساءل:
هل شرب الرجل شيئًا مسمومًا في إحدى “جلسات التأمل” الطويلة، أم أن تخمة العطالة أصابته بهلوسات جعلته يعتقد أنه “البوارو” الجديد في عالم التحقيقات؟
كيف لعقل راشد أن يعتقد، وسط هذا الكم من الأدلة والشهادات الرسمية والقضائية، أن بإمكانه “اكتشاف” نظرية مؤامرة عالمية عبر منشورات فايسبوكية مشبوهة وتحليلات “تويترية” بئيسة؟
والمضحك حد البكاء، أن علي المرابط يتصرف وكأنّه “رسول الحقيقة” المبشّر بالفضائح، بينما كل تحركاته اليوم لا تخرج عن كونها اجترارًا بئيسًا لقصص قديمة، عفى عنها الزمن، وحقائق أكّدها القضاء والمؤسسات والرأي العام.
ربما، وهذا مجرد احتمال، أن المرابط بات يعاني من أعراض انسحابية، بعد سنوات من الاستبعاد الإعلامي، فقرر أن يلجأ إلى “الجرعة القصوى”: إحياء ملفات ميتة، والتشكيك في ثوابت أنهكها التحليل والتمحيص، فقط ليصرخ: “أنا هنا.. أنا لم أمت بعد!”
لكن مع كامل الأسف، إن من يبحث عن الشهرة على أنقاض الكرامة الوطنية، ومن يتغذى على فتات نظريات المؤامرة، لا يثبت حضوره، بل يحكم على نفسه بالتلاشي الأبدي وسط ضحك مكتوم وسخرية لاذعة من جمهور حفظ جيدًا من هو علي المرابط… ومن يكون في نهاية المطاف.
في الختام، نقول لعلي المرابط:
“كفى من محاولات البهلوانية، لقد فاتك القطار… وتركك على رصيف الهذيان”.