• ماي 2, 2025

فضيحة في مؤتمر البيجيدي.. بنكيران يستضيف متطرفا موريتانيا يعادي الوحدة الترابية للمغرب ويدعم البوليساريو

في خطوة أثارت غضبا شعبيا عارما، أقدم حزب العدالة والتنمية، بقيادة أمينه العام عبد الإله بنكيران، على استضافة الداعية الموريتاني المثير للجدل محمد الحسن ولد الددو، خلال فعاليات مؤتمره الوطني التاسع.

الخطوة التي اعتبرها العديد من المتابعين خيانة موصوفة للثوابت الوطنية، جاءت في وقت حساس تمر فيه قضية الصحراء المغربية بمرحلة دقيقة، خصوصا وأن الضيف سبق له أن شكك علنا في مغربية الصحراء، مهاجما قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في تصريحات وصفت بالمستفزة والمسيئة للمشاعر الوطنية.

ولد الددو، المعروف بعدائه الصريح للوحدة الترابية للمغرب، وأحد أبرز الأصوات المدافعة عن أطروحة الانفصاليين، صعد منصة المؤتمر وكأنه أحد رموز الشرعية الوطنية، في خطوة اعتبرها مراقبون إهانة سافرة للمغاربة واستهزاءً بتضحيات أجيال كاملة دافعت عن مغربية الصحراء.

فضيحة بنكيران لا تقف عند مجرد استضافة شخصية مشبوهة، بل تتجاوزها إلى تكريس خطاب خيانة الوطن تحت يافطة “الخطاب الديني”. ولد الددو، الذي شبه الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه بـ”منح صك ملكية لأرض على القمر”، كان واضحا في عدائه الصريح للمغرب، مساويا بين قرار ترامب والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للقدس والجولان.

الأخطر أن هذا التصرف لم يصدر عن حزب هامشي، بل عن تنظيم ظل لسنوات يزايد على المغاربة بشعارات الهوية والدفاع عن المقدسات، ليتضح أن مقدساته الحقيقية هي تحالفاته الأيديولوجية ولو على حساب الوطن.

حزب العدالة والتنمية، الذي لطالما اختبأ وراء الدين لتحقيق مكاسب سياسية، يصمت اليوم صمت القبور أمام إهانة علنية للسيادة الوطنية، متناسيا أنه أولى بالتصدي لكل من يطعن في الوحدة الترابية بدل فتح أبوابه لهم وتمجيدهم على منصاته.

الجدير بالذكر أن الداعية الموريتاني ينتمي إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي كان يترأسه أحمد الريسوني، الزعيم الروحي لحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للبيجيدي. وهو ما يطرح تساؤلات خطيرة حول البنية الإيديولوجية التي يتحرك داخلها الحزب، ومدى استعداده للتخلي عن المبادئ الوطنية خدمة لمشاريع عابرة للحدود.

هذه الفضيحة المدوية تأتي لتؤكد مرة أخرى أن حزب العدالة والتنمية لم يستوعب دروس سقوطه المدوي في الانتخابات، ولا يزال يصر على تقديم الولاء للمرجعيات الخارجية على حساب قضايا الوطن الكبرى.

في زمن يحتاج فيه المغرب إلى تعزيز الجبهة الداخلية ضد مناورات خصوم وحدته الترابية، يختار البيجيدي أن يكون جزءاً من المشكلة لا من الحل. وهو ما يجعل من المحتم على كل القوى الوطنية أن تفضح هذا التواطؤ المكشوف، وأن تضع حداً لهذه المهزلة السياسية التي تهدد صلابة الإجماع الوطني حول الصحراء المغربية.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة