في خطوة مثيرة.. بنكيران يخاطب ود إسرائيل لمصالحةٍ مع الفلسطينيين ويعلن حرصه على مستقبل أمن تل أبيب

في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، اختار عبد الإله بنكيران، فور فوزه مجددا بمنصب الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن يوجّه رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين، ناشدهم فيها بالسعي إلى مصالحة مع الفلسطينيين.

وقال بنكيران مخاطبا سلطات تل أبيب: “أنصح الإسرائيليين: لا تفوتوا فرصة التصالح مع الفلسطينيين. لا تنخدعوا بما تحقّقونه من مكاسب مؤقتة، ولا بدعم الولايات المتحدة، فالعبرة بالنهاية تكون للمقاومين الحقيقيين.”

غير أن اللافت في حديثه لم يكن مجرد النصح العابر، بل ذلك الحرص العميق الذي أبداه على مستقبل إسرائيل، متجاهلا عن عمد المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إقامة دولة ذات سيادة.

ما زاد الأمر غرابة هو أن بنكيران، بلغة تتماهى بشكل غير مسبوق مع الخطاب “الصهيوني”، حذّر الإسرائيليين من مغبة تجاهل المصالحة، ملوّحا بشكل مبطن بإمكانية تعرض إسرائيل لأخطار تهدد وجودها إذا لم تتحرك بسرعة نحو “السلام”. بدا وكأن رسالته الحقيقية هي: “أنا هنا لأدافع عن أمنكم واستمرار دولتكم، فبادروا بالتسوية قبل أن تواجهوا مصيرا مجهولا”.

هذا النوع من الخطاب ليس طارئا على تيار الإخوان المسلمين، المعروف تاريخيا بوجهين: وجه يعلن العداء الظاهري لإسرائيل، وآخر يعمل خلف الكواليس لحماية أمنها، خصوصا حين يتطلب ذلك ضمان وصولهم إلى مراكز السلطة.

وفي السياق ذاته، يبدو أن رسائل بنكيران تتجاوز حدود تل أبيب، لتخاطب العواصم الغربية في محاولة مكشوفة لإثبات أن التيار الإخواني قادر على حماية المصالح الغربية والإسرائيلية معا، كما حدث خلال موجة ما عُرف بالربيع العربي.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة