صوت البهتان هشام جيراندو يستمر في التحامل على صروح الأمن الشامخة

أضحى هشام جيراندو مثالا صارخا على العدمية الرقمية، إذ يتنقل بين منصات التواصل الاجتماعي بخطاب مليء بالسموم، لا يراعي فيه لا الموضوعية ولا المصداقية. يوزع الاتهامات جزافا، يرفع سيف التشهير دون أدنى تروٍ أو مسؤولية، وكأن غايته الوحيدة هي خلق الفتنة وتشويه الرموز.. يتقمص دور “الناطق بالحق” بينما لا يملك من الحقيقة إلا قشورا مشوهة.. يعبث بالقيم الوطنية و يتعسف على الثوابت، لا يتوانى عن قذف مؤسسات أمنية وطنية عريقة مثل المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ويتطاول على أطر ومهنيين نذروا أنفسهم للدفاع عن أمن البلاد واستقرارها وبذلوا جهودا جبارة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة و السهر على أمن الوطن والمواطنين. فكيف إذن لمن يزعم حمل هم المغرب أن ينصب نفسه قاضيا على من يضحي من أجل هذا الأخير؟

إن جيراندو، الذي يحاول ترويج كلامه تحت غطاء “النقد”، لا يقوم في الحقيقة سوى بالحفر في مستنقعات التضليل، ناشرا معلومات مغلوطة لا تستند إلى منطق ولا يدعمها أي دليل واقعي. يجرؤ، دون دراية أو أهلية، على الخوض في مهام مؤسسات أمنية وطنية تحظى بتقدير دولي واسع، وكأنه يملك الخبرة أو المعرفة التي تؤهله لذلك. غير أن الواقع يكشف زيف هذا الادعاء، فهو لا يفعل إلا أن يطلق أحكاما لا يفقهها، ويكرس خطابه لترويج الشائعات والافتراءات، متخفيا خلف شعارات براقة مثل “محاربة الفساد”، في حين أن مضامينه مليئة بالتناقضات التي تفضح حقيقة نواياه وغاياته المشبوهة.

ما أوقح هذا المارق الذي حول منصات التواصل إلى محاكم افتراضية، يصدر فيها أحكاما جائرة على رجال يضحون بأرواحهم لحماية الوطن.. إذ أن استهدافه للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني ليس سوى محاولة يائسة لزعزعة الثقة بين المواطن والدولة، مستغلا جهل البعض وسذاجة البعض الآخر.. فخطابه العدمي و المشبع بالمغالطات، يشبه صيحات ذئب منفرد في البرية، لا تجد لها صدى سوى في أذهان المغرر بهم.

و لعل أكثر ما يقلق في سلوكيات جيراندو أنه وصل حدا لا يطاق من “الفهامة” صار معها يتصرف من منطلق جهل عميق، فيحاول النيل من مؤسسات قوية بأساليب سطحية لا تستند إلى معرفة حقيقية.. فالمديريتين الأمنيتين ليستا مجرد أجهزة وقائية، بل هي مؤسسات استراتيجية ذات مكانة محورية، تلعب دورا مهما في حفظ أمن الدولة واستقرارها، وتقيم شراكات دولية مبنية على الثقة والكفاءة، لذا فإنها لا تحتاج إلى مواعظ أو تعليمات من شخص مجهول على الإنترنت، يختبئ خلف شاشة، ويتظاهر بمعرفة لا يملك منها سوى النزر القليل، بل ربما يردد ما يسمعه أو ما يرده ممن يسميهم “مصادر” دون تحقق أو تمحيص.

إن ادعاءات المتشرد هشام جيراندو والذي بات يترنح بين كندا وآسيا في تنقلات أشبه بمسار ذبابة حائرة، حول تجاوزات هذه المؤسسات أو التهكم على موظفيها ليست سوى فقاعات افتراضية، و إذا كان المثل القائل “البينة على من ادّعى” واضحا جليا، فعلى جيراندو الإتيان بوثائق وأدلة و براهين، لا أن يطلق العنان لخياله المريض، متوهما أن بإمكانه النيل من هيئات أمنية راسخة بمجرد كلمات جوفاء أو أن فيديوهات يوتيوبية باستطاعتها التلاعب بذكاء المغاربة الذين يدركون اليوم و أكثر من أي وقت مضى أن الوطن أكبر من أن يمس بسهام صدئة و أن الخطاب المفتقر للمصداقية لن يخدعهم بعد اليوم.

على النذل جيراندو، وهو الذي اختار طريق الإساءة والتشكيك، الاستيعاب جيدا أن المؤسسات الأمنية المغربية ستظل قوية ومصانة، تواصل أداء مهامها بكل شموخ ومسؤولية و هي التي وجدت لتحمي البلاد و تدافع عن أمنه واستقراره، ومهما زادت حدة حملات التضليل أو محاولات التشويش التي يقودها بعض الحاقدين من وراء النوافذ الرقمية، لن تنال من عزيمتها قيد أنملة.. كما أن التاريخ لن يرحم أولئك الذين اختاروا الاصطفاف ضد أوطانهم، فبالأكاذيب لا يبنى رأي، وبالشائعات لا تصنع الحقيقة.. و من يمعن في معاداة موطنه بترويج الافتراءات و التسويق للإشاعات، سيجد نفسه في نهاية المطاف معزولا، منسيا، يقدم كدرس في الغدر و الجحود والانتهازية.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة