• ماي 2, 2025

هشام جيراندو.. بداية “النهاية” تُفصح عنها لازمته “أنا ما كنخافش” (كاريكاتير)

كلما ارتفع منسوب الخوف، زادت حدة “التحدي” المزعوم وتحررت النفس “الهلوعة” من قيود المنطق والعقلانية في تدبير “دفاع عن النفس” لم يَخلق له وجودا أصلا أو دوافع إلا صاحبه. نتصور بكثير من الامتعاض أن يصنع المرء من الآخر عدوا له في غياب سياق أو مناسبة تُذكر. وكل اختلاق يفتقر للمسببات فهو محض مبرر أو سند يتكأ عليه كل “متهجم” لإسقاط وضع معين، أو تكريس لبؤس “يشتهيه” ويُريد له أن يصير واقعا لكل غاية لن تكون “مفيدة” إلا له.

البَيِّنْ إذا، أن مفارقة الخسة والبؤس التي تشحن الأجواء بين الخلائق وعموم الناس حتى ليتخذوا من بعضهم البعض أعداء، قد تتطور وتتخذ أنماطا أخرى، وتصير أسلوبا ومنهجا بين الإنسان والدولة. بين الفرد والمؤسسات، وبين المواطن والوطن.

نعم، إنها لهكذا تُدار الأمور عند بعض المطرودين من رحمة الوطن. لقد تدرجوا “في خطوات مدروسة” سلفا في مسار تصحيح “مزعوم” لبوصلة مسقط الرأس، ليُفرجوا اليوم عن نوايا “غير موضوعية” تضعهم في موقع تصفية حسابات شخصية مع غريم قديم. إن “الخسيس” هشام جيراندو، في حربه الضروس على الوطن، قد جرده من صبغته الجمعية وأسدل عليه طابعا فرديا، وكأنه يُجاهد لكسر شوكة صديق غير صادق أو حفنة من الرفاق التئموا على غدره في موضع أمانه. بينما واقع الحال، الرجل لا يعي أن الحرب لن تضع أوزارها طالما ميزانه “المختل” يُراهن على سقوط دولة قائمة بذاتها، مقابل ارتقاء “جيبه” السمين من “حوالات” المتربصين بالمملكة الشريفة، وهو “الفعل” الذي يتنافى جملة وتفصيلا مع المُعلن عنه مقدما من نوايا “إصلاحية”.

وبتوقيعه عقد “بيع الوطن في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر” بأمد طويل ومستحقات تُدفع بشكل منتظم ومرشحة للزيادة كلما أمعن في “الطعن”، تنوعت الأساليب والمجالات التي خصها “كاري حنكو” هشام جيراندو بانتقاد لاذع للعثرات وإنكار فج للمنجزات، حتى استبدت بنا الظنون من أن يكون المعني بالأمر قد يغرف “عنوة” من مستنقع أزمات “الجيران” ويصب في منابع المغرب الخصبة، حتى يستطعم “رزقه أولا ثم يقنع الجنرالات أن “لعام زين” في كوكبهم، خصوصا وأن قادتهم يدعون المقدرة على تنظيم كؤوس العالم، بينما الأزمة “الوجودية” التي تضرب أطنابها “كواليسهم”، أبانت غير ما مرة أنهم غير مؤهلين حتى لتنظيم مقابلة كروية مع ناد دولة شقيقة تعتز بوحدتها الترابية فارتدتها قمصانا رياضية.

وبين أمن البلاد والعباد وصحة المغاربة وتعليم أبنائهم، ثم بنيات تحتية مؤسساتية تليق بمغرب التحق، منذ فترة ليست بالهينة، بمصاف الدول الرائدة إقليميا ودوليا، وفي مجالات شتى، يتخذ جيراندو إستراتيجية التبخيس لمحاولة إضعاف همة الوطن، وهو مُقبل على استحقاقات دولية له من الكفاءة ما يكفي ويفيض حتى يؤدي الأدوار المنوطة به على أكمل وجه. سواء تعلق الأمر بكأس أمم إفريقيا 2026 أو كأس العالم 2030، المغرب قد خاض تجاربه الأمنية، بنجاح، في محفلين دوليين “تناساهما جرو العساكر”.

فمن قد ينسى أو يتناسى استنجاد قطر “الغنية ماديا” بخبرة رجال عبد اللطيف حموشي لتأمين مداخل ومخارج ملاعبها إبان كأس العالم 2022، حيث نجح حموشي ونجحت الأسود وكأن الفخر فخرين!! وكيف لعدو قبل صديق أن ينكر إرسال فرنسا للمدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية فريديريك ڤو، إلى المغرب، منذ سنين تقريبا، طلبا لمساعدتها على تأمين دورة الألعاب الأولمبية؟؟ وماذا عسانا نقول في حق القائمين على إدارة الفيفا وهي تضع ثقتها في المغرب لتنظيم مباريات كأس العالم 2030، مناصفة مع كل من إسبانيا والبرتغال؟؟ وبماذا قد يفسر لنا من استعمل ذويه كحطب لإذكاء فتيل الحرب ضد الوطن، الحركية التي تعرفها البلاد، منذ فترة، من إصلاح وإعمار لمباني وطرقات وتشييد لمنشآت، من شأنها أن تعزز ثقة الشركاء في المملكة كوجهة إفريقية قادرة على استيعاب ضيوف التظاهرات الرياضية برحابة وطاقة لوجستيكية لا يُستهان بها.   

الحاصل من هذا القول قد قلناه في مستهل المقال، “الهارب” الذي يسقط ما به من أوصاف قدحية على غيره وينعت سيدة تحرجه ﺑ “الهاربة”، يعيش حاليا آخر فصول مسرحيته “الغثة” شعارها “أنا ما كنخافش”. والصدق كل الصدق فإن ظاهر الكلام يناقض باطنه، لأن جيراندو يتملكه الذعر ولا ينطق عن هوى، وإنما يحاول طمأنة نفسه “الهلوعة” بأن الوضع تحت السيطرة. وإذا ما جار الزمان فإنما “عليا وعلى أعدائي” ولو أنها تهديدات جوفاء لما ينقصها من أدلة دامغة وملموسة.

وتذكير لا بد منه لهشام جيراندو، “أعدائك” من صنع يديك. فلا تبكي عين من صفعة تلقتها على يد “يدها” !!!

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة