• ماي 2, 2025

سمسار يتسبب في تداعي أسطورة “المصادر الموثوقة” التي يروّج لها هشام جيراندو (كاريكاتير)

لطالما اشتغل النصاب هشام جيراندو على تضليل الرأي العام بأوهام مغلفة بمصطلح “المصادر العليمة” و الذي اعتاد استخدامه لتدعيم أكاذيبه، و كثيرا ما زعم أنه على صلة وثيقة برجال نافذين داخل الأجهزة الحساسة للدولة، الأمر الذي كان يجعله يبدو بمظهر الشخص المضطلع على أسرار خفية وعميقة و نافذة داخل دوائر الحكم والسياسة و الأمن، مع الاعتماد على قناة افتراضية و الاستعانة بلمسة من خيال خصيب لتأليف واد غزير من القصص المفبركة.

إلاّ أن المثير، هو ما كشفت عنه الأبحاث الأمنية والقضائية حينما وضعت يدها على أحد الوسطاء العقاريين و الذي اتضح أنه كان من بين المصادر التي يعتمدها جيراندو، حيث زوّده بمعلومات خاصة بعقارات بعض المسؤولين التي كانت معروضة للبيع، وإحداثيات منازل عدد من المواطنين المغاربة بعد أن أوهمه أنه ينتمي لأحد الأجهزة الاستخباراتية.

هذا السمسار و الذي تم إيداعه السجن المحلي سلا بناءا عى تعليمات من قاضي التحقيق بمدينة الرباط، أقرّ أنه استغل غباء جيراندو وشهوته للبطولة المزعومة، فراح يُرسل له بيانات عن عقارات بعض المسؤولين، ملفقة أحيانا بمعلومات كاذبة، ليسقط جيراندو في فخّه و يصدّق كل هذا الهراء، بل وظلّ يكرّره للناس في المواقع وكأنه نبوءة سريّة.

التحقيقات القضائية كشفت كذلك أن هذا الوسيط كان يبتز جيراندو مقابل المال، لكن المفارقة الساخرة أن النصاب الأكبر كان هو جيراندو نفسه، و الذي كان في كل مرة يتهرّب من الدفع، بحجة أزمة مالية سببها “انقطاع مدخول الابتزاز”، وكأن النصب مهنة رسمية تمرّ بكساد موسمي.

وبسقوطه في يد العدالة، انضم هذا السمسار إلى سلسلة المتعاونين السابقين مع هشام جيراندو و الذين توبعوا بتهم ثقيلة على غرار التزوير والابتزاز وتكوين عصابة إجرامية فضلًا عن التشهير والقذف، إذ تبين أنهم يشكلون شبكة تعمل بأسلوب منظم وممنهج لتضليل الرأي العام والتلاعب بالمعلومات و كانوا أحد أدوات جيراندو في بثّ الإشاعات وترويج الأكاذيب تحت غطاء “المصادر الموثوقة”مستغلين قنوات التواصل والمنصات الرقمية بهدف تهديد السلم المجتمعي والنيل من سمعة المؤسسات والأفراد.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة