• ماي 2, 2025

زعيم سياسي أم ناشط فايسبوكي؟ بنكيران يسب مواطنين ويتطاول على الدولة!

لم تمر خرجة عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بمناسبة فاتح ماي، مرور الكرام، بل فجّرت جدلا واسعا في صفوف الرأي العام المغربي، خصوصا بعدما تجاوزت حدود الخطاب السياسي المتزن، ودخلت منطقة “العدوانية اللفظية”، عبر إطلاق أوصاف مهينة على فئات واسعة من المواطنين المغاربة.

ففي خرجته الغريبة، وصف بنكيران المغاربة الذين يرفعون شعار “تازة قبل غزة” بـ”الحمير والميكروبات”، في لهجة استعلائية أثارت غضب المتابعين، خصوصا وأن هذا الشعار ليس سوى تعبير عن أولوية القضايا الداخلية ومعاناة الشعب المغربي، ولا يتعارض بالضرورة مع التضامن الإنساني مع القضايا الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

لكن بنكيران لم يتوقف عند هذا الحد، بل مضى أبعد من ذلك، ليتحدى مؤسسات الدولة نفسها بالقول: “الدولة مالها؟ هي الله؟”، في تعبير صادم يُفهم منه أنه ينفي عن الدولة هويتها الرمزية ككيان سام يحتكم إليه الجميع. وهو ما فتح باب التأويلات حول نوايا هذا الخطاب، ومآلاته السياسية والأخلاقية.

المفارقة الصادمة في هذه الخرجة، أنها جاءت بعد أقل من يومين فقط على توصل بنكيران برسالة تهنئة ملكية من جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة إعادة انتخابه على رأس حزبه. وهي تهنئة اعتُبرت من طرف المراقبين مؤشرا على احترام المؤسسات لمختلف الفاعلين السياسيين، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية رغم تراجعه الانتخابي. غير أن الرد كان على ما يبدو بنبرة شعبوية لا تتماشى مع اللحظة ولا المقام.

هذه الخرجات أعادت إلى السطح النقاش حول “الخطاب السياسي في المغرب”، ومدى قدرة بعض الزعامات الحزبية على تطوير لغتها وأسلوبها، بدل الإصرار على اللعب على وتر الإثارة اللفظية واستعراض العضلات الخطابية التي لم تعد تقنع أحدا، لا في الشارع ولا في مؤسسات الدولة.

فهل فعلا يسعى بنكيران من خلال هذا الخطاب إلى استعادة زعامة سياسية مفقودة؟ أم أنه يُراهن على استرجاع “بكارة سياسية” تم شرخها في محطات كثيرة من ماضيه السياسي؟

وهل من المقبول أن يستعمل المنبر النقابي كأداة لتصفية الحسابات بدل الدفاع عن الطبقة الشغيلة؟

أسئلة كثيرة تُطرح اليوم على خلفية هذه الخرجة المثيرة، لكن الجواب يبقى في يد من يراقب، ويُدقق، ويُحاسب أيضا على من يستهين بكرامة المواطنين باسم السياسة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة