حموشي والمنصوري.. تكامل استخباراتي لحماية الوطن في مواجهة أكاذيب جيراندو

في محاولة جديدة لترويج الأكاذيب وبث الفتنة، خرج هشام جيراندو، المقيم في كندا، ليعيد تدوير خطاب قديم عفا عليه الزمن، يتحدث فيه عن وجود “صراع بين الأجنحة” داخل الأجهزة الاستخباراتية المغربية.

في مشهد أقرب إلى مسرحيات الستينات والسبعينات، يحاول هذا المرتزق إقناع متابعيه بوجود “عداوة” مزعومة بين السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، والسيد ياسين المنصوري، المدير العام لإدارة الدراسات والمستندات (لادجيد).

من خلال تتبع خطابات جيراندو، يمكن لأي متابع موضوعي أن يلاحظ بسهولة التناقضات الصارخة التي تميز طرحه. ففي بعض فيديوهاته، يقف مع المنصوري ضد حموشي، ويعود في أخرى ليعكس موقفه تماما، فيقف مع حموشي ضد المنصوري. هذا التخبط المتواصل يكشف أن الرجل لا يملك أي معطيات حقيقية، بل يركب على وهم “الصراع الداخلي” الذي يحاول إقحامه في عقول متابعيه المصدقين لأي شيء.

لكن الواقع يقول غير ذلك تماما. فالتنسيق والتكامل بين جهازي الأمن الوطني وإدارة الدراسات والمستندات (لادجيد) ليس سرا، بل هو حقيقة معترف بها على المستوى الوطني والدولي. المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، انتهج سياسة أمنية تعتمد على العمل المشترك بين المؤسسات الأمنية والاستخباراتية، بما يضمن التصدي لأي تهديد يمس استقرار البلاد.

وعلى عكس ما يروج له جيراندو، فإن العلاقة بين عبد اللطيف حموشي وياسين المنصوري تقوم على التعاون الوثيق في حماية الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. فبينما تتولى المديرية العامة للأمن الوطني مهام حفظ الأمن الداخلي ومراقبة التراب الوطني، تسهر إدارة الدراسات والمستندات على حماية المصالح العليا للمملكة في الخارج. هذا التكامل يجعل من المنظومة الأمنية المغربية نموذجًا يحتذى به على الصعيد الدولي، بفضل انسجام أدوارها وتنسيق جهودها.

وفي الوقت الذي يسعى فيه هشام جيراندو إلى زرع الشكوك وضرب الثقة بين الأجهزة الأمنية المغربية، نجد أن الواقع يثبت عكس ذلك تماما. فقد أبانت العمليات الأمنية المشتركة عن قدرة المغرب على مواجهة التحديات الأمنية بفضل التنسيق العالي بين مختلف الأجهزة. سواء تعلق الأمر بإحباط هجمات إرهابية، أو تفكيك شبكات إجرامية، كان التعاون بين حموشي والمنصوري ركيزة أساسية لتحقيق النجاح.

الحقيقة التي يتجاهلها جيراندو عمدا هي أن المغرب لم يصل إلى هذه المكانة الأمنية المرموقة عالميا بفضل الصراعات الوهمية التي يحاول الترويج لها، بل بفضل الانسجام بين قيادات الأجهزة الأمنية والتعاون الوثيق بينها. العالم بأسره يشهد للمغرب بكفاءة أجهزته الأمنية، التي أثبتت قدرتها على التعامل مع التهديدات المعقدة، سواء داخليا أو خارجيا.

ما يثير الاستغراب هو كيف يحاول جيراندو إقناع جمهوره بوجود صراع لا أساس له، في حين أن تصريحاته نفسها تكشف مدى تهافته وتناقضه. مرة يدعم المنصوري ضد حموشي، ومرة يقف مع حموشي ضد المنصوري، وكأن الرجل يلهث خلف أي رواية يمكن أن تثير الجدل، دون أن يتثبت من حقيقتها أو يتوقف لتقييم مدى معقوليتها.

المفارقة الكبرى هي أن هشام جيراندو لا يبدو مدركا لحجم التنسيق الأمني الذي تشهده المملكة المغربية، ولا يدرك أن محاولاته لتشويه صورة القيادات الأمنية تزيد من كشف زيفه وتهافت ادعاءاته. فالمغرب بفضل قيادة جلالة الملك، وبإخلاص رجالاته، يسير نحو تعزيز استقراره وتقوية منظومته الأمنية التي تتكامل فيها جهود كل من عبد اللطيف حموشي وياسين المنصوري.

وتبقى الأكاذيب التي يروجها هشام جيراندو مجرد فقاعة تتبدد أمام الحقائق الميدانية. فالتكامل بين الأجهزة الأمنية في المغرب حقيقة دامغة، والشراكة بين القادة الأمنيين تعد صمام أمان في حماية الوطن والمواطنين. وبينما يستمر جيراندو في البحث عن مزيد من الأوهام، يواصل المغرب، بشعاره الخالد “الله، الوطن، الملك”، تعزيز مكتسباته الأمنية وتكريس ريادته في مكافحة الإرهاب والتطرف.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة