مغرب الحضارة: أولائك لعنهم الله لأنهم سرطان خبيث الدولة تبني وهم يخربون.. ويخونون
المغرب.. قصة نجاح في القضاء على الإرهاب بفضل استراتيجياته الأمنية المتقدمة
في الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الأمن الوطني، يحتفي المغرب اليوم بإنجازات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تمكن من بناء نموذج رائد إقليميًا ودوليًا بفضل استراتيجياته الأمنية المزدوجة والفعالة.
في مثل هذا اليوم من سنة 2003، شهد المغرب سلسلة من الهجمات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء، التي أودت بحياة العشرات وخلفت جراحًا عميقة في المجتمع المغربي. كانت تلك الأحداث لحظة فاصلة في الوعي الجماعي حول خطورة الإرهاب، وانطلاقة لاستراتيجية شاملة لمكافحته بكل حزم وصرامة.
اليوم، وبعد مرور 22 سنة على تلك الفاجعة، أصبح المغرب نموذجًا يحتذى به في مجال مكافحة الإرهاب، حيث اعتمد استراتيجية مزدوجة تجمع بين المقاربة الأمنية الصارمة والوقاية الفكرية الشاملة.
هذا وقد تمكن المغرب من تطوير جهاز أمني قوي يعتمد على التعاون الفعال بين مختلف المؤسسات الأمنية، خاصة المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، اللتين يقودهما رجل كفء حظي بالثقة المولوية السامية، هو السيد عبد اللطيف حموشي.
وتبرز القيادة المتميزة لعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، كنموذج للإدارة الأمنية الفعالة، حيث نجحت استراتيجياته في إحباط مئات العمليات الإرهابية وإجهاض المخططات التي تستهدف أمن المملكة.
لقد اعتمد المغرب على مقاربة استباقية قائمة على العمل الاستخباراتي المتقدم، حيث نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية قبل تنفيذ مخططاتها، من خلال جمع المعلومات وتحليلها بدقة، بتنسيق وثيق مع الشركاء الدوليين.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، عمليات استباقية عديدة تمكنت من إحباط محاولات إرهابية خطيرة، كانت تستهدف منشآت حيوية ومؤسسات سيادية، وهو ما جعل المغرب يحظى بتقدير دولي في مجال مكافحة الإرهاب.
لم يقتصر نجاح المغرب على الجانب الأمني فقط، بل تجاوزه إلى محاربة التطرف الفكري، عبر تعزيز قيم التسامح والاعتدال ونشر ثقافة السلام، مستفيدًا من مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة، اللذين يلعبان دورًا محوريًا في تفكيك الخطاب المتطرف وتحصين الشباب من الانجراف وراء الفكر الإرهابي.
كما تم اعتماد برامج اجتماعية وثقافية تستهدف المناطق المهمشة، لقطع الطريق أمام استغلال الهشاشة الاجتماعية في تجنيد الشباب نحو التطرف، ما أسهم في تحصين المجتمع ضد الخطابات المتطرفة.
هذا وتحول المغرب إلى شريك موثوق به في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث يتعاون بشكل وثيق مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة في تبادل المعلومات والعمليات المشتركة. وقد أشادت العديد من الدول بنجاعة النموذج المغربي، خاصة بعد تفكيك شبكات إرهابية ذات امتدادات دولية، بفضل الخبرة المغربية في المجال الاستخباراتي.
وقد ساهمت هذه الشراكات في تعزيز الأمن ليس فقط على المستوى الوطني، بل امتدت لتشمل حماية أمن العديد من الدول، ما جعل المغرب عنصرًا أساسيًا في معادلة الاستقرار الدولي.
وتتزامن الذكرى الـ 69 لتأسيس الأمن الوطني مع نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث لا يمر أسبوع دون أن تعلن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن تفكيك خلية جديدة أو إحباط مخطط إرهابي. هذه الإنجازات تعزز ثقة المواطنين في أجهزتهم الأمنية وتعكس فعالية الاستراتيجية الوطنية في التصدي للتهديدات الإرهابية.
كما أن النجاحات المتتالية في مكافحة الإرهاب تأتي نتيجة لتضافر الجهود بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، بتوجيه من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الأمن الوطني ركيزة أساسية في بناء دولة الحق والقانون.
لقد نجح المغرب في بناء منظومة أمنية متكاملة بفضل استراتيجياته المزدوجة التي تجمع بين الحزم الأمني والتحصين الفكري. هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا القيادة الرشيدة لجلالة الملك، والرؤية الاستباقية التي اعتمدتها الأجهزة الأمنية.
إن تزامن الذكرى الـ 69 لتأسيس الأمن الوطني مع نجاحات المغرب في مكافحة الإرهاب يبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن المغرب ماضٍ في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار، وحماية الوطن من كل الأخطار الإرهابية.
ويظل شعار “الله، الوطن، الملك” مرجعًا أساسيًا في كل معركة يخوضها المغاربة لحماية بلدهم، مؤكدين على الالتفاف حول القيادة الرشيدة والثقة في المؤسسات الأمنية التي أثبتت كفاءتها على مر السنين.