جيراندو.. مُخبر الأعداء وبلطجي الحقد الرقمي يواصل النهش في الوطن ورموزه الشريفة
كاريكاتير..علي المرابط صانع أدوار “العدو الأول للمملكة”
في زمن غلبت فيه التفاهة على العمق وتحولت فيه المعارضة إلى مضاربة لتصفية الحسابات الشخصية، وابتلي الخطاب السياسي بنرجسيات رخوة، يخرج علينا علي المرابط كلما شح الضوء عن أناه المتضخمة يفتش عن ساحة شغب يسكب فيها فائض خيبته، لا حبا في الوطن بل حقدا على ماضٍ لفظه وحاضر لا يعترف به.
علي المرابط الذي يبدوا أنه لم يستوعب بعد أنه لا يعارض النظام بل يعارض نفسه التي تعاني من حسرة مزمنة على موقع لم يُمنح لها بسبب صبيانيتها ورعونتها و فتوتها وتخابرها فأبت إلا أن تعلق فشلها على نظام ذنبه أنه يسلك مسطرة قانونية صارمة في وجه كل جائر، ليلعن المرابط هذا الأخير مباشرة ويتحول إلى شاهد زور على كل مشهد يشوه الحقيقة بضجيج مزور، و كلما لمح وجها هشا مهزوزا متصدعا من الداخل صب فيه شيئا من أحقاده الدفينة ونفخ فيه من رئتيه العفنتين ثم دفعه نحو الحائط ليصفق على صوت الارتطام.
فحين ترنح إدريس فرحان وسقط، لم يُلْقِ له علي المرابط حبل نجاة، بل سارع إلى دق المسمار الأخير في نعشه، وكأن الرجل لم يكن سوى هامشا زائدا في مخطوطة أناه المتورمة، حتى أنه لم ينطق إسمه بعدها إلا للسخرية والتنمر على مآله وسقوطه القاسي في سجون إيطاليا.
أما هشام جيراندو، فليس استثناءا من قاعدة المرابط الذهبية… اصنع لك بوقا، ثم اكسره حين تقترب نهايته القانونية والقضائية.
خمسة عشر عاما من السجن، لم تكن سقطة قدر أو محض خطأ تأويلي، بل نتيجة طبيعية لمسار حافل بالإجرام والتحريض على العنف والقتل وبالخيانة، والارتماء في حضن مشاريع إعلامية معادية وإجرامية، كانت تطعمه من يد وتسممه من الأخرى.
جيراندو، الذي خرج من عباءة المرابط كما تخرج الأفاعي من جلدها القديم، تحول في رمشة عين من مريد صغير إلى عميل نهم، يراكم الملفات ضد وطنه كما يراكم الإعجابات في صفحات الخارج.
لم يكن معارضا حقيقيا، بل مجرد دمية ناطقة باسم أجندة لا ترى، مهيأة لتمثيل دور المنشق “الفاهم”، لكنها في الواقع كانت تؤدي مشهدا مأجورا في مسرحية عنوانها: “الصفاقة بمقابل”.
والأفظع من كل هذا، أن علي المرابط لم يكن يوما بريئا من هذا السيناريو، هو من صمم دور البطولة، ومن نفخ فيه شحنة الغرور، ومن سوقه كـ”صوتٍ خارج السرب”، وهو ذاته من سلمه قربانا حين استنفد الدور، وسقط القناع.
تهمة “العدو الأول للمغرب” لم يطلقها المرابط على جيراندو من فراغ، بل من فائض علم بنواياه وأفعاله، وكأن الذي صنعه كان يعلم مسبقا أنه “مشروع خيانة” مؤجل التنفيذ.
وفي الأخير، لا يمكن قراءة سقوط جيراندو كمأساة سياسية، بل كمشهد منطقي في تسلسل خيانات صُنعت على نار باردة، وختمت بمقصلة القضاء أو التهميش والعزلة في الخارج مثلما فعلها من قبل مع زكرياء مومني والكوبل فيلالي والإرهابي محمد حاجب والمبتز إدريس فرحان واللائحة طويلة.