مُخير بين الغرق أو الموت “حقنا بالسم”.. هشام جيراندو يكتب وصيته الأخيرة (كاريكاتير)

الإنسانية جمعاء تنتفض في وجه الابتكارات “الطبية” التي تمنح البشر إمكانية إنهاء حياتهم تحت مسمى “الموت الرحيم”، لأنها ببساطة تُنزل نفسها منزلة الخالق المُقرر الوحيد والأوحد -جلا علاه- في شأن نفخ الروح أو قبضها متى استوفت أجلها في الجسد. وإن كان في الإجراء تخليص “مفترض” لمن يُعانون من أمراض عصية على الشفاء أو حتى الطاعنين في السن ممن استيأسوا العيش، فإنه يبقى مدان أخلاقيا ودينيا لكنه مرخص قانونا، في بعض الدول الأجنبية التي تُغلب كفة العاطفة للخلاص على كفة عدم العبث بالحق في الحياة تحت أي ظرف كان.  

وبين متشبث بالموت الإكلينيكي الطبيعي والمستعين بالموت الرحيم، انبثقت طفرة فيروسية تمشي هذيانا بين الناس ناشرة لمزاعم تمس بالحق في الحياة، لا هي طبية حتى نقول أن أعتى الممارسين في المجال قد رصدوا لها دراسات معمقة لتبريرها، ولا حتى هي إجرامية قد استفاق لمثيلاتها مجتمع المجرمين الأشداء.  

هشام جيراندو فاقد ملكة العقل طواعية، إنه تلك الطفرة الفيروسية التي أرخت جذورها في أرض المنصات الاجتماعية لتكريس واقع مظلم عن الوطن، يتوزع بين أحلام الصعود السريع وكوابيس السقوط المدوي لاعتبارات منافية للصواب، لا يعرف بالغ تأثيرها وأهمية بثها بين الخلائق، في الوقت الراهن، إلا جرو كندا نفسه ومن يتبناه لتمرير مغالطات أُريد بها إزهاق حق وإقرار باطل مكانه.     

والحال على ما أضحى عليه، فإن “الأكل” على أكثر من طاولة وفي ذات الوقت، يبقى تمرين “حربائي” ليس في متناول الجميع، بدايته وردية تجعل الأفواه صاغرة عن آخرها، لأن في الأمر اعتراف بذات منبوذة اعتقدت، واهمة، أنها تُجالس الكبار وتغرف من صحنهم وتُسقى من شرابهم. وبالتالي، يحق لها أن تستشعر “وزنا” يُمكنها من دفع “الأبواب الموصدة” للعبث بكواليس الدُول، واقتناص ما يمكن اقتناصه من معلومات، لتحويرها لاحقا وإعادة بثها بما يتوافق ومجالس “الرعاة الرسميين”.

وإبداء منهم لحسن النية وأن لهشام “العبيط” ما لابن الدار من أُلفة ومعاملة الأقرباء والمقربين، فإن الرُعاة حينما يستبد بهم الحنين إلى التواضع، يُزيلون عنهم مظاهر “الكبرانية”، فيجالسون صاحب “المعلومات جاية في الطريق” ليتقاسموا معه قطعا من شكولاطة “مارس” البخسة الثمن بغاية غرس “سم البلادة” في جمجمته، حتى يتأتى لهم بأريحية دفعه صوب حرب “تكسير العظام” وتقزيم رجالات الدولة الذين يتمتعون بصلاحيات مُستحقة ونفوذ قوي يصعب تليينه أو اختراقه.

ثم يمرون، عبر بوق “التحدي” لتعظيم الرُعاع وإعلاء شأن سفلة القوم حتى يعلو النهيق “الصامت” على الصمت “المسموع” لمسؤولين يُنجزون ويتحدثون لغة الأرقام، لا أبجدية “المعاطية” التي يحترفها جيراندو “مول السطل” داخل قِبَاب الحمام بينما ينتظر دوره لملأه من صنبور الحقد ونَهَمْ الانتقام!!!

ولأن ما يقوله المهدي حيجاوي ينحو منحى القرآن المُنزل والمُسلم به. فإن هشام جيراندو يُعتبر أكثر مرضاه وداعة ولطف، بحيث لم يكلفه الكثير ولا أتعبه لإقناعه بضرورة أخذ “حقنة مارس” حتى يصير “فارسا” في مضمار “الحمير”، ويُحبط مخططات الأجهزة الأمنية المغربية إن هي قررت حقن أوداجه بسموم لا تخرج عن إطار “سم الباليزة ” أو “سم البصمة” أو حتى تحضير تعويذات السحر الأسود للتخلص منه إلى الأبد. “المخزن” بعبع الزائغين عن سواء السبيل، لن تنفعه الأساليب “السمية” مع هكذا صنديد وريده أخذ تلقيحا مضادا لدى طريد لادجيد ولدى غيره الكُثر. ما يعني أن “مناعته حديد” ستجعل كابوسه السيد عبد اللطيف حموشي يضرب الأخماس في الأسداس.

المغرب يلعب أشواطه الأخيرة.. هكذا تبدو الأمور أو على هذا النحو يروج لها خادم الكابرانات، لاسيما وأنه أصبح يصنف نفسه “ملهم الشعب المغربي” الذي يعربد داخل المحاكم باسمه. الخوف كل الخوف من أن تُفَرغ لنا تجربة الرجل “جيراندوات” آخرين يُقبلون على البلطجة لقضاء حوائجهم وإلا سيعتنقون الفوضى ويخلعون عن ذاتهم الانتماء لهذه الأرض الشريفة، لأن “النصاب” صار فكرة والفكرة لا تموت.

إنها لمحض أضغاث أحلام يُصبح ويُمسي متقلبا فيها من قلب منفاه ليستمر في مشروعه التخريبي، حيث العودة إلى الوراء خَطِرَة والاستمرار أيضا مجازفة غير محمودة العواقب.

والنهاية كما دونها في وصيته الأخيرة… أُحقنوني “سم مارس” حتى أقضي نحبي شهيدا أو شاهدا “لم يرى شيئا” !!!

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة