جيراندو.. مُخبر الأعداء وبلطجي الحقد الرقمي يواصل النهش في الوطن ورموزه الشريفة
سليمان الريسوني.. حين يتحول النصح إلى غطاء لرسائل مسمومة تجاه الوطن
مرة أخرى، يخرج سليمان الريسوني برسالة مفتوحة يزعم من خلالها تقديم “النصح” لجلالة الملك محمد السادس، لكن ما بين السطور يتضح أن الهدف الحقيقي ليس الإصلاح أو النقد، بل تصفية حسابات دفينة وتوجيه رسائل مشفرة تفتقر إلى الموضوعية وتنضح بالتحامل.
بماذا، مثلا، يمكن تسمية دعوة شخص لـ”إنقاذ العرش” و”تجنب السقوط”، إن لم تكن نبوءات سوداء تستبطن الفوضى؟
ما الذي يدفع الريسوني إلى رسم سيناريوهات كارثية لا أساس لها في الواقع، سوى رغبة دفينة في إثارة الفتنة وخلق هوة بين الشعب وقيادته؟
هل من المنطقي أن تختزل كل الدينامية السياسية والاجتماعية المغربية في كلمات فضفاضة وشعارات رنانة تستعمل لتأثيث نص تحريضي مغلف بادعاء “الغيرة الوطنية”؟
الريـسوني لا يناقش السياسات العمومية، بل يهاجم الرموز السيادية، ولا يقدم نقدا بناء، بل يغلف رسائله بلغة تهويلية عاطفية فارغة من أي تحليل عقلاني. الريسوني لا يقدم أرقاما ولا مؤشرات، بل يلجأ إلى التعميم والسرد الإنشائي الذي يرضي جمهورا يبحث عن الإثارة لا الحقيقة.
والأدهى أن هذا الخطاب يوظف القضية الفلسطينية، بكل ما تحمله من رمزية وجرح مفتوح، كذريعة للهجوم على الدولة. لكن ما يغفله الريسوني، أو يتغافله، أن المغرب في ظل القيادة الملكية الحكيمة، لم يتخل عن موقفه التاريخي تجاه فلسطين، بل جعله أكثر توازنا واتزانا، يراعي مصلحة الأمة ولا يخضع للمزايدات الفارغة.
إن النقد حق مكفول للجميع، للريسوني كما لغيره من المواطنين المغاربة، لكنه لا يعفي صاحبه من واجب الإنصاف ولا من الالتزام بالأمانة الفكرية. وحين تتحول “رسائل النصح” إلى أدوات طعن في الوطن، آنذاك لا تعود حرية التعبير فضيلة، بل تتحول إلى أداة مغرضة تستغل للإساءة والتشويش على الإنجازات، في زمن لا يحتمل التخاذل أو التلاعب بالوعي الجماعي.
ما يحتاجه المغرب اليوم هو نقاش وطني مسؤول، لا تهجمات متخفية في عباءة الحب الزائف، ولا محاولات لضرب الاستقرار تحت غطاء النضال الافتراضي.