جيراندو.. مُخبر الأعداء وبلطجي الحقد الرقمي يواصل النهش في الوطن ورموزه الشريفة
صحيفة “إلكونفيدينسيال” الإسبانية: دعم بريطانيا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء شكّل “مرارة” كبيرة للجزائر
أكدت صحيفة “إلكونفيدينسيال” الإسبانية أن إعلان المملكة المتحدة دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل لنزاع الصحراء شكل صدمة قوية للجزائر، خاصة وأن الإعلان جاء في وقت تشغل فيه الجزائر مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن، وكانت تأمل في استغلال هذا الموقع لتعطيل التقدم الدبلوماسي المتنامي الذي يحرزه المغرب في هذا الملف.
وفي تقرير خاص اطلعت عليه الصحيفة، أوضحت “إلكونفيدينسيال” أن هذا التحول البريطاني يمثل نهاية لفترة طويلة من الحياد الذي اتسم به الموقف الرسمي البريطاني من النزاع. وأضافت أن هذه الخطوة لم تكن مفاجئة بالكامل، بل جاءت ثمرة لجهود مغربية متواصلة هدفت إلى بناء علاقات استراتيجية مع المملكة المتحدة، خصوصًا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير إلى أن أول اتفاق تجاري أبرمته بريطانيا بعد “البريكسيت” كان مع المغرب، وهو ما عزز موقع الرباط كمصدر أساسي للمنتجات الفلاحية نحو السوق البريطانية، متفوقة بذلك على إسبانيا. ولفت إلى أن هذا الاتفاق عزز من صورة المغرب كشريك موثوق، ليس فقط من الناحية التجارية، بل أيضًا في مجالات الأمن والدفاع، خاصة في ظل الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة في المنطقة.
وأبرزت الصحيفة أن بريطانيا، من خلال موقفها الجديد، تنضم إلى قائمة من الدول الكبرى التي سبق أن أيدت المبادرة المغربية، مثل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، وهولندا. كما أشار التقرير إلى تحول لافت في موقف كينيا، التي انتقلت من دعم جبهة البوليساريو إلى تبني المقترح المغربي، معتبرة إياه الحل الأنسب من حيث الواقعية والمصداقية.
ووفقًا للتقرير، فإن الموقف البريطاني الجديد يندرج ضمن ما تصفه الحكومة البريطانية بعقيدة “الواقعية التقدمية”، وهي سياسة خارجية تقوم على الموازنة بين المبادئ والمصالح. وقد جاء الدعم البريطاني للمغرب ضمن حزمة من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية، خصوصًا في سياق التحضيرات لاستضافة المغرب لمونديال 2030.
واعتبرت الصحيفة الإسبانية أن هذا التوجه البريطاني يمثل تطورًا غير مريح للجزائر، التي كانت تعول على عضويتها الحالية في مجلس الأمن لتعزيز موقفها في القضية. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي بات يرى في المغرب شريكًا استراتيجيًا مهمًا، رغم صعوبته، في مقابل موقف أكثر تحفظًا تجاه الجزائر التي توصف بأنها قريبة من روسيا وأقل استقرارًا في علاقاتها الدولية.
كما استشهد التقرير بتحليل صادر عن المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة (RUSI)، أكد فيه خبراؤه أهمية الدور المتزايد الذي يلعبه المغرب في استقرار شمال وغرب إفريقيا، عبر سياسات تجمع بين الدبلوماسية، والاقتصاد، والأمن. ومن بين الأمثلة على ذلك، أشار إلى مشروع محطة كهربائية دشنها المغرب في نيامي بنهاية 2024، ساهمت في تعزيز أمن الطاقة في النيجر.
وختمت إلكونفيدينسيال تقريرها بالتأكيد على أن المغرب استغل بذكاء الفرص التي أتاحها “البريكسيت”، ليصعد بسرعة في ترتيب شركاء بريطانيا التجاريين، حيث احتل في عام 2024 المرتبة 52، وارتقى إلى المرتبة 44 في صادرات البضائع خلال الربع الأول من عام 2025، مما يعكس نجاح السياسة الاقتصادية والدبلوماسية المغربية.
وشدد التقرير في النهاية على أن الإنجازات التي يحققها المغرب اليوم لم تأتِ صدفة، بل نتيجة عمل دبلوماسي طويل الأمد وإستراتيجية ثابتة، مشيرًا إلى أن النزاع حول الصحراء لن يُحل بين ليلة وضحاها، بل عبر خطوات متدرجة ومثابرة مستمرة.