جيراندو.. مُخبر الأعداء وبلطجي الحقد الرقمي يواصل النهش في الوطن ورموزه الشريفة
توقيف عنصرين من “البوليساريو” في إسبانيا متورطين في أنشطة إرهابية يؤكد تحول مخيمات تندوف إلى قنبلة موقوتة ووكر لصناعة الموت
في تطور أمني خطير يعكس تصاعد مخاوف المجتمع الدولي من تنامي الفكر المتطرف في مخيمات تندوف، أعلنت السلطات الإسبانية، نهاية هذا الأسبوع، عن توقيف شخصين ينتميان إلى جبهة البوليساريو، بتهم خطيرة تتعلق بالتعاون مع تنظيمات جهادية متطرفة، الترويج للإرهاب، والتحريض عليه.
العملية، التي نُفذت في إقليم الباسك من قبل الشرطة الوطنية الإسبانية بالتنسيق مع أجهزة مكافحة الإرهاب المركزية، أسفرت عن اعتقال المشتبه فيهما في مدينتي بلباو وباساوري. ووفق ما أوردته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، فقد تم وضع أحد المعتقلَين رهن الاعتقال الاحتياطي بناءً على قرار قاضي التحقيق، إثر ثبوت تورطه في عمليات تلقين ذاتي ونشر الفكر المتطرف بين آخرين.
ما يزيد من خطورة الحادثة هو أن أحد المعتقلين يُعد قريبا مباشرا لـ”خَطْري أدوه”، ما يسمى بـ”سفير جبهة البوليساريو” في الجزائر، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول العلاقة المحتملة بين قيادات الجبهة وأفراد يشتبه في انخراطهم في أنشطة إرهابية. مصادر أمنية أكدت أن العلاقة الأسرية بين الموقوف وأحد أبرز وجوه الجبهة ليست عرضية، بل تُشير إلى شبهات تواطؤ أو على الأقل تساهل خطير داخل هياكل التنظيم.
التحقيقات التي تُشرف عليها المحكمة الوطنية الإسبانية المختصة في قضايا الإرهاب، كشفت عن قيام المعتقلَين بأنشطة رقمية “مشبوهة”، تتضمن نشر مقاطع فيديو تمجد العنف، وتروّج لخطاب متطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أثبتت التحريات وجود اتصالات بين الموقوفين وعناصر تنشط ضمن جماعات إرهابية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
هذه الاعتقالات تعيد إلى الواجهة التحذيرات التي سبق أن أطلقتها تقارير استخباراتية ومراكز بحث دولية، بشأن تحوّل مخيمات تندوف من ملاذ للاجئين إلى بؤر للتطرف والتجنيد الإرهابي. وتُشير التقارير إلى أن غياب الرقابة الدولية واحتكار البوليساريو لإدارة هذه المخيمات يسمح بانتشار الفكر المتشدد، خصوصًا في صفوف الشباب العاطلين والمحبطين.
وتجدر الإشارة إلى أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم ما يُعرف بـ”داعش في الصحراء الكبرى”، كان عضوًا سابقا في جبهة البوليساريو، ما يُسلط الضوء على الجذور المشتركة بين بعض قيادات الإرهاب في الساحل وبيئة تندوف.
على خلفية هذه التطورات، تزايدت الأصوات المطالبة بتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي. مراكز بحث أمريكية وشخصيات سياسية أوروبية باتت تدعو بشكل علني إلى إعادة تقييم العلاقة مع الجبهة، معتبرة أنها لم تعد مجرد حركة انفصالية ذات أهداف سياسية، بل باتت منظمة تصدر الإرهاب وتهدد أمن واستقرار المنطقة.
تشكل هذه الاعتقالات جرس إنذار جديد بشأن المخاطر التي تمثلها مخيمات تندوف على أمن شمال إفريقيا، الساحل، وحتى أوروبا. وفي ظل تكرار حالات مماثلة، بات من الضروري تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإعادة النظر في وضع البوليساريو، وتعزيز الرقابة داخل المخيمات، قبل أن تتحول إلى منصة دائمة لتفريخ التطرف وتصدير العنف والإرهاب خارج الحدود.