“المغرب خايب ولكن فلوسو زينين”.. هكذا يتنقل توفيق بوعشرين بين الطهرانية المزعومة والفساد المُثبت

إذا أُصبت بالأرق من فرط التفكير في مكونات وصفة الفاسد الناجح والمتفوق، فعليك ببساطة أن تُقنع نفسك بجدوى الفساد أولا حتى تُزيح عنك النفور منه، وبالتالي تُمهد الطريق لعقلك كي يتشرب “الصنعة” وينطلق فاسدا في الملكوت دون وخز ضمير يُذكر. وإياك أن تمنح فطرتك السليمة “فرصة” كي تُعطلك عن “مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة”، لأن نجاح فاسد واحد أفضل من فشل شعب بأكمله في الفساد.

وضع في الحسبان، يا سيدي الفاسد، أن من مُسببات نجاحك وإطالة أمده هي عنايتك “المادية” الموصولة بمحيطك القريب والشبه القريب، لأن في دفعك لاحتكار الفائدة لنفسك فحسب كسب مباشر لحزام أمان تشد به خصر ثروتك “المشبوهة”، وتُنوع من خلاله مخازن غنائمك. ولا بأس أن تُلزم أحبائك -كنوع من رد الجميل- بتضامن “لامشروط” إن هو سوط العدالة الإلهية و”القضائية” نزل، على حين غرة،  وقضى برفع حجاب “الطهرانية” عنك لتصير “عورتك” حديث العامة و “السياسيين المتأسلمين”، رُعَاة الأمس الذين أضحوا مجرد ذكرى فرضتها غلطة سياسية “إقليمية”.

وإن أردت الإمعان أكثر في الفساد ، فلا تُلقي بالا لما أَلِفَ سادتنا الأولون التدثر به “الله يجعلهم في يدينا وماشي في قلبنا”. بل على العكس، صادر مستحقات “المستخدمات” واستعبدهن غاية ظنهن بأن للرئيس حقا مشروعا على “جسد” المرؤوسات في ما يُشبه طاعة السبايا “القسرية” للدواعش. وإن لحقهن الموت المادي والمعنوي فذاك فداء له و”شرف” لهن… أوليست هذه فلسفة حياة الدواعش!!

وبالانتقال إلى سطوة المال على القلوب، لا عليك إن حشا “صالح” دماغك بخُطب مُفخخة من قبيل الفساد يهدم اقتصاد الدول ويضر بمصالح العباد. لا تلتفت واحكم قبضتك على أموال الدعم العمومي المتأتية من ميزانية وزارة الثقافة والاتصال. وإن اقتضى الحال، أحط نفسك بجهابذة تبييض الأموال لتجد صِرفة مواتية لأموال دافعي الضرائب المغاربة متحملي الإنفاق “غاليا” مقابل كل حرف تخطه المرحومة “صحيفتك” لتصفعهم بنزوحك نحو “أكل الغلة وسب الملة”.

أما إن أثار نهمك “الشعبوي” غليان الشرق الأوسط ويد أمريكا وأوروبا فوقه، فأنت أمام مرحلة تاريخية لتكون في مقدمة “الغوغائيين”، أولا لأن التجاذبات هنالك تدعم تحليلاتك السريالية والفوضى المجتمعية وليدة الانقسامات السياسية تُعطيك مساحة محترمة كي تطرز “كلاما في الشعر والهجاء” أقرب منه إلى السياسة ومبارك عليك، وقتها، التحكم في خيالات المتابعين التواقين لسماع ما يُجهش بالبكاء على أحوال يفتقرون لمقاربتها “موضوعيا”.

وأخيرا وليس آخرا، كن “لإخوانك” في الفساد كأفضل من يطرح نفسه مدافعا عن المبادئ الأخلاقية، واستثمر وقتك مناضلا فدا في ساحات “الديماغوجية الإعلامية” حتى لا تتهاوى يوما إلى طبقة عامة الناس ممن يخشون لسعة نيران الفساد !!

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة