الصويرة.. تنسيق أمني يطيح بشخص كان بصدد إغراق المدينة ب”القرقوبي”
كيف تحولت النساء من “عرائس داعش” إلى جهاديات يصنعن المتفجرات.. طالبة الرباط نموذجا
مع كل توقيف وإفشال لمخططات إرهابية يُعزز المغرب قوته الرادعة كصخرة يتكسر فوقها التطرف والفكر الجهادي. عملية اليوم التي أسقطت داعشية الفكر والنهج بمدينة الرباط، سلطت الضوء على نوعية أخرى من الأفراد المتشبعين بالإيديولوجية الدموية عن طريق الاعتكاف، كمرحلة أولية، على مطالعة كتب تُروج للتعصب والغلو بوصفهم لها “سندا علميا وعمليا” يُوسع المدارك ويُعين على حسن ترجمة النزعة التطرفية إلى جرائم مميتة على أرض الواقع.
الشابة الموقوفة، والتي أكاد أجزم توفرها على قدر محترم من العلم والمعرفة مدعوما بشيء من الوعي، كنتاج لسنوات من الدراسة والتحصيل العلمي، فهي طالبة بأحد المعاهد التقنية العليا كما أشار إلى الأمر بلاغ التوقيف. غير أن واقعها العلمي ومسارها الدراسي لم يُحصناها من المد المتطرف وآثاره الوخيمة على حاضرها ومستقبلها.
فيما ما مضى كان النقاش، عن التنظيمات الإرهابية، وعلى مر سنوات، يتخذ طابعا ذكوريا بالنظر إلى أنها الفئة الأكثر تعرضا لغسيل الأدمغة ولحشو متطرف بالأفكار المضللة. وبعدما كانت الأدوار الطلائعية التي تُسند لنساء داعش لا تتجاوز تحصين المقاتلين “جنسيا”. بتنا اليوم نسمع عن نساء مقاتلات ضمن صفوف التنظيم الإرهابي.
فيهن انتحاريات شاركن إلى جانب مقاتلين في تفجيرات، مثلما فعلت شابة بلجيكية تُدعى مورييل ديغوك، حينما فجرت نفسها شهر نونبر 2005 لدى مرور قافلة للجيش الأمريكي بمدينة بعقوبة بالعراق، مُخلفة خمس قتلى من عناصر الشرطة العراقية. وكانت تلك المرة الأولى التي تتجرأ فيها شابة أجنبية اعتنقت الإسلام، حديثا، على الوقوف أمام المقاتلين ندا بند للاضطلاع بدور انتحاري.
وتعزيزا لهذا الطرح، أشارت تقارير دولية إلى أن النساء يُعتبرن الأيسر تجاوبا مع الخطاب التحريضي الذي يبثه تنظيم داعش الإرهابي عبر المنصات الإلكترونية، وأن الجماعة المتطرفة أضحت ترى فيهن خيار المستقبل لسد النقص في عدد المنتسبين لها عن إيمان وقناعة لضمان استمرار حلم “الخلافة” المزعومة.
ولكل من يُنصبون المشانق، وطنيا، للهشاشة الاجتماعية ويعتبرون الإرهاب وليد العوز المادي والفكري، فلهم في حالة العشرينية الموقوفة، اليوم السبت بالرباط، إجابة شافية عن أن التطرف لا يُقيم تمييزا بين المُتعلم والجاهل ولا الغني والفقير ولا العامل أو العاطل عن العمل أو حتى الذكر والأنثى. وإنما تضل النزعة اختيارية يبحث صاحبها عن مُسببات خروجها للعلن بأبشع الطرق، طالما أثبت قناعته وجدارته بلقب “إرهابي انتحاري” بمباركة من كافليه أصحاب مفاتيح الجنة.
ورغم أن المغاربة متشبعين بثقافة الحوار والتسامح وقيم الانفتاح، فإن دُعاة الظلامية ينجحون، من حين لآخر، في الزج بشباب في مقتبل العمر في غياهب صناعة الموت عبر المنصات الاجتماعية. ما يطرح السؤال عريضا اليوم على طبقة المشككين في نجاعة المقاربة الأمنية المغربية: كيف تم إقناع شابة متعلمة بالتحضير لاستهداف منشأة دينية في قلب الرباط؟!