البوليساريو وتجنيد الأطفال.. تقارير استخباراتية تكشف كيف تحول برنامج “عطل في سلام” إلى مصنع لإرهابيي المستقبل

تستمر جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، في استغلال معاناة سكان مخيمات تندوف، حيث يُستخدم برنامج “عطل في سلام” كأداة تخفي وراءها أنشطة مشبوهة تشمل استغلال الأطفال وتجنيدهم لأغراض دعائية وحتى إرهابية.

ووفقًا لما أوردته صحيفة “أتالايار” الإسبانية استنادا إلى تقارير استخباراتية، فقد انطلق برنامج “عطل في سلام” كمبادرة إنسانية تهدف إلى تمكين الأطفال الصحراويين من قضاء عطلتهم الصيفية في إسبانيا، بعيدا عن ظروف المخيمات القاسية. إلا أن البرنامج تحول تدريجيا إلى وسيلة تستخدمها البوليساريو والسلطات الجزائرية لأغراض سياسية وتعبوية، حيث تم استغلال عدد من القُصّر وتلقينهم أفكارا أيديولوجية بعد عودتهم إلى المخيمات، مما دفع ببعضهم لاحقا إلى الانخراط في جماعات مسلحة تنشط في منطقة الساحل، وتشكل تهديدا لأمن إسبانيا وأوروبا.

وأضافت الصحيفة أن هناك أدلة موثقة على وجود صلات مباشرة بين جبهة البوليساريو وجماعات جهادية في الساحل، مشيرة إلى أن بعض القادة المتشددين الذين ترعرعوا في مخيمات تندوف أصبحوا يقودون خلايا متطرفة.

وما يزيد الوضع تعقيدًا، حسب الصحيفة، هو أن العديد من هؤلاء الأفراد يتحدثون الإسبانية بطلاقة، بعد أن أمضوا سنوات من طفولتهم في إسبانيا ضمن هذا البرنامج، مما يُمكنهم من التواصل بسهولة داخل المجتمعات الأوروبية واستغلال ذلك في نشر التطرف والدعاية المتشددة.

كما حذّرت “أتالايار” من أن نشاطات البوليساريو لا تقتصر على الخارج فقط، بل إن بعض المؤيدين لها داخل إسبانيا تورطوا في نشر الخطاب المتطرف والتعاون مع شخصيات معروفة في الأوساط الإرهابية.

ومن بين الأمثلة البارزة التي ذكرتها الصحيفة، عدنان أبو وليد الصحراوي، الذي كان سابقا عضوا في جبهة البوليساريو قبل أن يصبح زعيما لتنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى. وقد قُتل هذا الأخير عام 2021 في غارة جوية فرنسية، فيما تُعتبر نشأته في مخيمات تندوف نقطة انطلاق مسيرته المتطرفة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة