علي المرابط يعتمد على “شلاضة تحليلية” لنفث سموم التشهير خدمة لأعداء المغرب
على ما يبدو فقد استعانت الخلية الانقلابية بالصوحافي علي المرابط كطوق نجاة في محاولة يائسة لخلق حالة من البلبلة والفوضى، من خلال توظيفه كأداة لمهاجمة المؤسسات الأمنية بتحليلات “ملاوطية”، تتسم بالسطحية والافتقار التام إلى المنطق والمصداقية، بل وتتناقض مع أبسط معايير المهنية الصحفية. هذه التحليلات، التي حاول المرابط تسويقها كرؤى نقدية، لم تكن سوى أبواق لنشر الشائعات وتضليل الرأي العام، بهدف زعزعة الثقة في الأجهزة الأمنية وتقويض استقرار البلاد. خاصة وأن هذه المخططات انهارت تماما بعد فضحها من خلال تسريبات صوتية مدوية للنصاب هشام جيراندو والهارب من العدالة مهدي حيجاوي، والتي كشفها بجرأة كل من اليوتيوبرز يوسف الزروالي ومحمد تحفة، إلى جانب الصحفية نجيبة جلال.
علي المرابط، في خرجته الأخيرة التي لا يمكن وصفها إلا بالهذيان الصاخب، كشف عن نفسه كأداة مأجورة فقدت كل صلة بالصحافة الرصينة. لم يعد الرجل قادرا على التمييز بين التحليل المنطقي والافتراء العشوائي، بين الحقيقة الموثقة والخيالات المسمومة. في فيديوهاته الأخيرة، يقفز بلا ترابط بين أسماء وملفات لا جامع بينها سوى نزعته التخريبية: من موضوع والي مراكش وفاس إلى عبد اللطيف حموشي، إلى محمد ياسين المنصوري، فتوفيق بوعشرين، زكرياء المومني، محمد زيان، ناصر الزفزافي، سليمان الريسوني، وصولا إلى النصابين جيراندو وحيجاوي. هذا السيل المحموم من الاتهامات، المقدم بأسلوب متشنج وصوت عال، لا يعكس سوى فراغ فكري وتشتت ذهني يثير الشفقة والاشمئزاز معاً.
ما يقدمه المرابط ليس تحليلا صحافيا، بل مجرد تلاوة لنصوص جاهزة، كأنه دمية تتحرك بأوامر مشغليه. لا دليل يدعم مزاعمه، ولا منطق يربط اتهاماته. يكتفي برص أسماء، توزيع تهم، وتسويق نظريات مؤامرة مضحكة في عشوائية فجة. من مؤسسات أمنية إلى شخصيات سياسية وقضايا اجتماعية، يبدو كمن يقرأ لائحة أعدت له مسبقا، دون أن يمتلك القدرة على فهم ما يردده. هجومه الممنهج على رموز الدولة، من حموشي إلى لفتيت وبوريطة، يكشف عن غاية واضحة: زعزعة الثقة في المؤسسات، وإضعاف صورة المغرب من الداخل عبر تلفيق صراعات وهمية تفتقر لأي سند.
المثير للسخرية أنه يقوم بمهاجمة منبرين صحفيين (برلمان كوم وشوف تيفي) ويربطهما بجهاز “الديستي” دون أن يقدم دليلا منطقيا واحدا على ما يقول، مكتفيا بتحليلات “هرنونية” ظنا منه على أنه سيستحمر المشاهدين. لكن الأدهى من هذا كله أنه من جديد هاجم الصحفية بدرية عطا الله واصفا إيها ب”البباغيو” في إهانة واضحة للمرأة المغربية، ما يؤكد من جديد عدم احترامه للمرأة بصفة عامة.
من جانب آخر، هذا الصوحافي لم يقدم أي جديد عن الروايات التي ينشرها الطوابرية، فقد قام المرابط بإعادة اجترار ما نشره صلاح الدين بلبكري المعروف باسم “فسحة” منذ أزيد من أسبوعين، حول صراع وهمي بين عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني وبين محمد ياسين المنصوري المدير العام لمديرية الدراسات والمستندات، فيبدو أن “لمرابط وفسحة” يشتركان في “خيال مثقوب” بروايات مثيرة للشفقة لا يصدقها عاقل.

المرابط لا يكتفي بالتشويش، بل يتجاوز ذلك إلى تسويق نفسه كضحية مضطهدة، في محاولة يائسة لإخفاء اختياره الواضح لخدمة أجندات مشبوهة. يدافع بشراسة عن أشخاص أدينوا قضائيا بتهم خطيرة، ويهاجم بلا هوادة من تصدوا للفساد أو الإرهاب أو شبكات التشهير الخارجية. بل إنه يذهب إلى حد تلميع صورة من كانوا أدوات في استهداف استقرار المغرب، سواء من الداخل أو عبر عملاء الخارج. هذا المسار ليس عفويا، بل هو نتيجة قرار واع بالتحول إلى بوق ينفث سمومه على منصات التواصل، مدفوعا بأجندات واضحة وخدمات حسب الطلب.
ما يثير السخرية أن لمرابط، في غفلته، لا يدرك أنه مجرد أداة مؤقتة، ورقة محروقة في لعبة أكبر منه. أعداء المغرب وجدوا فيه ضالتهم، فهو ينفذ تعليماتهم بغباء نادر، دون أن يتساءل عن الغرض من هذا الهراء اليومي. يروج لتسريبات ملفقة، يطلق أحكاما دون تحقق، ويغرق في مستنقع التشهير، غافلا عن أن من يستخدمونه اليوم سيرمونه غدا حين تنتهي صلاحيته.
في النهاية، يبقى لمرابط نموذجا مأساويا لصوحافي كان يمكن أن يكون صوتا محترما، لكنه اختار أن يكون مجرد صدى لأصوات مشبوهة. مصداقيته، إن وجدت يوما، باتت في الحضيض، ودوره اليوم لا يتعدى كونه مصدر تسلية لمن يتربصون بالمغرب، ومثار شفقة لمن يعرفون قيمة الصحافة الحقيقية.