بلدية “خوميا” الإسبانية تصدر قانون يمنع المسلمين من الاحتفال بالأعياد الدينية

اتخذ مجلس بلدية “خوميا” في منطقة مورسيا الإسبانية قراراً مثيراً للجدل بحظر الاحتفال بأعياد المسلمين في الفضاءات العامة، خاصة عيد الفطر وعيد الأضحى، في قرار وصفته وسائل الإعلام الإسبانية بـ”الإسلاموفوبيا المؤسساتية”.

وتمت المصادقة على هذا القرار بدعم من حزب الشعب المحافظ في “خوميا”، بينما امتنع المستشار اليميني المتطرف عن التصويت. بحسب صحيفة “إل باييس” الإسبانية.

ويؤثر القرار على حوالي 1500 من المسلمين المقيمين في خوميا، بينهم وجود كبير للمغاربة، حيث سيُمنعون من استخدام المنشآت الرياضية البلدية لأداء صلاة العيد الجماعية كما كانوا يفعلون في السنوات السابقة.

ووصفت صحيفة “إل باييس” الإسبانية القرار بأنه “عقبة فعلية أمام حرية الدين والعبادة”، معتبرة أنه يعارض حقاً أساسياً يكفله الدستور الإسباني. وأشارت إلى أن هذا القرار ينقل خطاب فوكس المعادي للمهاجرين إلى المؤسسات الرسمية.

وأكدت الصحيفة أن هذه المبادرة تهاجم ديناً يعتنقه 2.5 مليون شخص في إسبانيا، منهم أكثر من مليون يحملون الجنسية الإسبانية. وفقاً لدراسة المرصد الأندلسي التابع لاتحاد الهيئات الإسلامية في إسبانيا.

ورأت “إل باييس” أن القرار “يمثل تجلياً واضحاً لكيفية تبني حزب الشعب لبعض أطروحات اليمين المتطرف حول الهجرة دون خجل”، مشيرة إلى أن حزب ألبرتو نونيث فيخو “يبدو مستعداً للسير على خطى حليفه السابق نحو التمييز بين المواطنين انطلاقاً من دينهم”.

وأكد الأساقفة أن الطقوس الدينية في الفضاء العام لا ينبغي تقييدها تعسفياً، بل فقط عند وجود تهديد فعلي للنظام العام، مستندين على المادة 16.1 من الدستور الإسباني. و التي تنص على عدم جواز تقييد هذا الحق إلا لأسباب تتعلق بالنظام العام.

وشددت الكنيسة على أن السلطات لا يحق لها التدخل في الممارسات الدينية من منطلقات أيديولوجية، معتبرة ذلك انتهاكاً للإطار الدستوري الذي يضمن الحرية للمؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.

وحذرت “إل باييس” من عواقب تقسيم المواطنين إلى “نحن وهم” أو “جيدين وسيئين”، مشيرة إلى أنه “يتم اليوم استهداف الناس بسبب دينهم، وغداً بسبب لون بشرتهم، أو أفكارهم السياسية”.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة