حموشي في واجهة الدبلوماسية الأمنية… المغرب يرسخ شراكته الاستراتيجية مع فرنسا والعالم

استقبال المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي لنظيرته الفرنسية سيلين بيرتون، المديرة العامة للأمن الداخلي، ليس مجرد لقاء بروتوكولي عابر، بل محطة تكشف بوضوح عن المكانة التي بات يحتلها الرجل على الساحة الدولية، وعن الثقل المتزايد للجهاز الأمني المغربي الذي يقوده.

فرنسا، بكل ما تملكه من نفوذ سياسي وأمني في أوروبا والعالم، لا تُخفي اليوم تقديرها العميق للتجربة المغربية في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.

إشادة بيرتون بمساهمة الأمن المغربي في تأمين الألعاب الأولمبية بباريس 2024 ليست مجاملة ديبلوماسية، بل اعتراف صريح بأن المغرب أصبح طرفاً رئيسياً لا يمكن الاستغناء عنه في ضمان أمن أوروبا. هنا يظهر دور حموشي، باعتباره مهندس هذه المكانة وعرّاب الاستراتيجية الأمنية الحديثة التي جعلت المغرب رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية والدولية.

المحادثات الثنائية لم تقتصر على قضايا تقليدية مثل مكافحة الإرهاب، بل توسعت لتشمل ملفات حساسة كالتجسس والأعمال العدائية العابرة للحدود، وهو ما يعني أن باريس ترى في الرباط شريكاً موثوقاً على أعلى مستوى، وأنها تعتبر حموشي مخاطباً مباشراً في قضايا تضعها ضمن أولوياتها الاستراتيجية.

في هذا السياق، يبرز البعد الاستثنائي لمكانة الرجل: فهو ليس مجرد مسؤول أمني محلي، بل أحد الأعمدة التي تبنى عليها تحالفات دولية جديدة في مواجهة تهديدات عالمية متسارعة.

الأهم أن هذه الشراكة ليست ظرفية، بل مؤطرة برؤية استباقية تستحضر استحقاقات كبرى مقبلة مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، حيث يراهن العالم على قدرة المغرب على ضمان الأمن لفعاليات تستقطب الملايين.

وهنا أيضاً يظهر وزن حموشي، باعتباره الضامن الأول لقدرة المملكة على الوفاء بالتزاماتها الدولية، ومصدراً للثقة التي يوليها الشركاء الأوروبيون للمغرب.

ما يمكن استخلاصه أن استهداف حموشي من بعض الدوائر الإعلامية والسياسية المعادية ليس سوى انعكاس لهذه المكانة. فالرجل الذي حوّل الأمن المغربي إلى مؤسسة تحظى باحترام دولي واسع، وأصبح شريكاً لا غنى عنه في أوروبا وإفريقيا، بات في الآن نفسه هدفاً لمن لا يروقهم أن يكون للمغرب صوت قوي وحصن منيع في مواجهة التهديدات.

في النهاية، لقاء الرباط يكرّس حقيقة أن عبد اللطيف حموشي ليس مجرد اسم في هرم الأجهزة الأمنية المغربية، بل أحد أبرز الفاعلين الأمنيين في المنطقة، رجل يقود مؤسسة جعلت من المغرب شريكاً استراتيجياً وركيزة أساسية في أمن العالم.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة