“حياة هادئة للإرهابيين”… تحقيق خطير يكشف تفاصيل يوميات مقاتلي “داعش” في المانيا
كشف تحقيق تلفزي، بثته القناة الفرنسية M6 الاحد سابع مارس الحالي، عن تفاصيل الحياة الهادئة التي ينعم بها عدد من الإرهابيين الذين يقيمون في ألمانيا دون متابعة.
التحقيق التلفزي الصادم، عبارة عن تقرير يفضح كيف يعيش مقاتلوا “داعش” حياة هادئة، ويعود الفضل فيه إلى مجموعة من الاشخاص الذين عرضوا حياتهم للخطر من أجل انجاز هذا العمل وتعقب هؤلاء الإرهابيين.
المتعقبون الذين إشتغلوا لمدة طويلة في الميدان وعلى شبكات التواصل الاجتماعي والشبكة المظلمة، منهم أبناء ضحايا المقاتلين، وعملوا على فضح الحياة الجديدة لهؤلاء في ألمانيا على مرأى ومعرفة السلطات الألمانية.
اول صورة صادمة يبثها التحقيق، تتمثل في كون احد هؤلاء المقاتلين يدير صالونا للتدليكن وينشغل آخر بإنجاز رخصة سياقة شاحنة من الوزن الثقيل، في الوقت الذي تغزو صورهم الأنترنت وهم يحملون رؤوسا مقطوعة ويلهون بها أو يذبحون مواطنين أبرياء تنفيذا لتعاليم دين أبوبكر البغدادي. لكنهم يعيشون بسلام على التراب الألماني بدون متابعة.
من بين املتعقبين الذين فضحوا هذه المعطيات الصادمة، أحمد، الذي قتل والده وأخوه على يد إرهابيي داعش سنة 2014، نجح في إنشاء شبكة تضم العشرات من الصحافيين والمحققين، ثم بدأ في نشر نتائج ما توصل إليه من تحقيقات على الأنترنت. عشرات الشهادات والصور ومقاطع الفيديو اجتمعت لتثمر في النهاية تحقيقا فضح تستر السلطات الألمانية على إرهابيي داعش.
كما أن عبد القادر الرقاوي، كاد هو الآخر أن يفقد حياته بعد قطع رأس شقيقه الأصغر، أراد قتلة داعش إسكاته. ترك ميتا بعد ثلاث رصاصات في الفك والرقبة، ولجأ إلى فرنسا وأخبر المحققين بقصته المرعبة.
وأبرز التحقيق التلفزي الخطير، أن واحد من الذين يتعقبون الدواعش في ألمانيا نجا من عملية قتل أولى مات فيها أخواه الاثنان لكنه استمر في المطاردة إلى أن أرسل إليه تنظيم الدولة الإسلامية صورة له رفقة ابنته الصغيرة مع رسالة تقول “أسد الخلافة وذئابها المنفردة تستطيع الوصول إليك في أي لحظة أيها الكافر”.
بعد هذا التهديد يفيد التحقيق، إضطر هذا المتعقب إلى تغيير مقر إقامته وتوقف عن مطاردة الإرهابيين الهاربين في ألمانيا، والذين تحميهم الدولة هناك رغم توفرها على دلائل عن تورطهم في عمليات قتل همجية في سوريا.
بكل بساطة، كشف التحقيق وكم المعلومات التي ظهرت، أنه إذا ما تم تجميعها فإنها تفضي إلى هذا الوضع “حياة هادئة للإرهابيين” في ألمانيا.
لم يغفل التحقيق التلفزي للقناة الفرنسية، أن يشير إلى التصريحات الرسمية، اولها ما قاله متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في فبراير 2019، خلال مؤتمر صحافي “إن من حق المواطنين الألمان الذين قاتلوا مع تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا العودة للبلاد”. وأضاف بشكل واضح وحاسم “إن كل المواطنين الألمان ومن بينهم من يشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش لهم حق أصيل في الوجود بألمانيا”.
تصريح رسمي أخر، وهذه المرة صادر عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في نونبر 2019، عندما أكدت أن سلطات بلادها ستعمل على إعادة تأهيل مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي الذين أعيدوا إلى ألمانيا، لضمان ألا يشكلوا أية خطورة داخل ألمانيا.
وحسب التحقيق، فإن ألمانيا من اجل حماية امنها القوي فتحت أبوابها لمقاتلي الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن ذلك يوحي بوجود إتفاق سري يسمح لهم بحياة هادئة، وليذهب أمن العالم إلى الجحيم.
من بين هؤلاء الإرهابيين الذين ينعمون بالحماية في ألمانيا، يوجد المجرم الهارب محمد حاجب، الذي دأب على بث فيديوهات تحريضية على القتل والعنف.
وهو ما يطرح العديد من علامات الإستفهام حول السبب الذي يجعل المانيا تحمي هؤلاء الإرهابيين ومن بينهم هذا المجرم الهارب من العدالة المغربية.