• ماي 6, 2025

فضيحة بنبطّوش..حتى لا يتكرر سيناريو تهريب إسبانيا لـ”هوغو أرماندو كارفاخال”

أعادت قضية المجرم إبراهيم غالي، إلى الأذهان ملفا آخر يكشف سجل الحكومة الاسبانية الزاخر بالتواطؤ مع المجرمين المطلوبين للعدالة على المستوى الدولي.

الأمر يتعلق هنا بـ”هوغو أرماندو كارفاخال، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الفنزويلية، الذي اختفى فجأة في نونبر 2019، قبل 24 ساعة من صدور قرار المحكمة الاسبانية بترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية تهم تتعلق بتبييض الأموال والتورط مع مافيات الاتجار في المخدرات الصلبة.

وتتهم الولايات المتحدة كارفاخال بأنه كان العمود الفقري للتقارب بين فنزويلا وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (الفارك)، التي يتم تمويلها جزئيا من تهريب المخدرات.

وكان كارفاخال قد لجأ في مارس 2019 إلى اسبانيا، نظرا لعلاقاته بمخابراتها التي ساعدته في تهريب الكوكايين عبر موانئ منطقة غاليسيا المستقلة.

وقبل صدور أمر تسليمه إلى الولايات المتحدة الامريكية، من طرف القضاء الاسباني، عمدت حكومة مدريد إلى تهريب هوغو أرماندو كارفاخال، قبل 24 ساعة من صدور قرار التسليم، حتى لا ينكشف أمر تعاونه مع المخابرات الاسبانية وتورط هذه الأخيرة في تجارة الكوكايين وتبييض الأموال.

وعبرت واشنطن عن غضبها من سلوك الحكومة الاسبانية واعتبرت الأمر إساءة إليها ووصفت الإدارة الأمريكية هذه الخطوة بـ “المخزية للحكومة الإسبانية”، وهو ما جعلها تهدد بفرض عقوبات على إسبانيا بسبب ما اعتبرته “دعما ملموسا” لحكومة نيكولاس مادورو في فنزويلا.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تدرس فرض عقوبات على البنك المركزي الإسباني ومؤسسات أخرى في إسبانيا، تحتفظ فنزويلا بأموالها فيها، خاصة أن هذه الأخيرة مصدرها تجارة الكوكايين بعد انخفاض أسعار النفط وبسبب أزمة كورونا والعقوبات المفروضة على كاراكاس.

وأشارت آنذاك وكالة بلومبيرغ الأمريكية، إلى أن البنك المركزي الإسباني ظل وسيطا جرت عبره تعاملات مالية للحكومة الفنزويلية، فيما تخلت عدة مؤسسات مالية عن الصفقات مع كاراكاس عقب فرض العقوبات الأمريكية عليها.

وحثت واشنطن السلطات الإسبانية على تجميد الأصول الفنزويلية، متهمة إياها بتوفير ملاذ لأصول شخصيات تابعة لـ “نظام مادورو” وأفراد عائلاتهم.

ويخشى العديد من المراقبين أن تسلك السلطات الاسبانية نفس المنهج الذي سلكته مع الولايات المتحدة الأمريكية في ملف هوغو أرماندو كارفاخال، بخصوص المجرم إبراهيم غالي وذلك بالاستناد إلى التصريحات الضبابية  لبعض الوزراء في حكومة سانشيز وكذا تماطل القضاء في إصدار أوامره لكي يمثل المجرم بنبطوش أمامه.

إلا ان المغرب يعي جيدا تاريخ السلطات الاسبانية وإخفاءها هوغو أرماندو كارفاخال، ضدا على قرارات القضاء وفي خرق سافر للمواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية فيما يتعلق بتسليم المجرمين، وهو ما جعل سفيرة المغرب في اسبانيا حكيمة بنيعيش تحذر مدريد من مغبة إخراج زعيم الانفصاليين بنفس طريقة إدخاله.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة