• ماي 6, 2025

عناد “بيدرو سانشيز” يضر بعلاقات البلدين أكثر والحلول الالتفافية ستفاقم الخلافات

رفض رئيس الحكومة الاسبانية، تقبل التصريح المغربي الصادر عن وزارة الخارجية، بما يؤكد تعنت الحكومة الاسبانية، في القبول بالأمر الواقع.

لكن التعقيب المغربي كان سريعا على تنطع “بيدرو سانشيز”، وعبرت الوزارة عن اندهاشها الكبير، من هذا الموقف الاسباني، رغم أن ما ورد في التصريح المغربي واضح وصريح، وأن ما حاول رئيس الحكومة الاسبانية تمويه الرأي العام الاسباني به، أي الحديث عن قضايا الهجرة، فقد كان التعقيب المغربي كذلك، في غاية البساطة والوضوح، ولا يترك أي مجال للبس، إلا لمن في قلوبهم مرض.

وبصرف النظر عن مضامين التعقيب المغربي الذي نشرناه بتفصيل في مقال سابق بهذا الموقع قبل قليل، فإن المثير للاستغراب والاندهاش أكثر، هو أن الاتحاد الأوربي الذي بدا شاردا في قضية الخلاف المغربي الاسباني، بعد البيانات المجانبة للصواب التي أصدرها تحت ضغط إسبانيا لإرضاء مدريد.

فبعد مرور وقت كاف يفترض أن يسترجع فيه الاتحاد وعيه بعيدا عن الضغوط والمعطيات المتصلة بهذه القضية، اختارت بروكسيل الصمت للاحتماء به، بدل تصريف المواقف التي يتطلبها الوضع.

الدعم الأعمى للإسبان من طرف الاتحاد الأوربي يضعف مصداقيته كشريك للمملكة، كما أن هذا الانحياز، يضع المغرب أمام معطيات جديدة تفرض عليه مراجعة التعاون مع الاتحاد الأوربي، ورسم خرطة مصالحه الوطنية التي لا تقبل المساومة.

إن دعم الاتحاد الأوربي غير المباشر لمدريد شجع هذه الأخيرة على التمادي في الاستعلاء على المملكة، ومواصلة الهروب للإمام، من خلال إنكار الأسباب الموضوعية للأزمة الحالية، من خلال تصريح رئيس حكومتها “بيدرو سانشيز” اليوم، بدل فتح باب الحوار، وبسط وجهة النظر الاسبانية في القضايا الخلافية، والاستماع الى وجهة النظر المغربية، والوصول إلى نقاط التقاء بدل المكابرة التي تظهرها مدريد من خلال القفز على الأسباب الحقيقة.

العناد الاسباني، يمثل وصفة لإطالة أمد الأزمة، وهو لا يخدم بأي حال من الأحوال مصالح البلدين في هذه القضية التي تعتبر اختبارا لمدى حرص إسبانيا على علاقات الجوار المغربية الاسبانية، والتي مرت من عدة أزمات، أظهر فيها المغرب على الدوام حرصه على الحفاظ على علاقات تعاون مثمرة تخدم مصالح البلدين.

منطق اسبانيا في إدارة هذه الأزمة، لا يبشر بالخير، من خلال التعنت الذي تظهره دبلوماسيتها في الالتفاف على المطالب المغربية التي لا يمكن تجاهلها لتصحيح مسار علاقات البلدين التي تعرضت لهزة غير مسبوقة.

فهل تصحح اسبانيا مواقفها وقرارتها قبل فوات الآوان؟

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة