أكادير.. الانطلاق الرسمي للدورة الـ21 من تمرين “الأسد الإفريقي”
مبادرة جلالة الملك تسهيل عودة أفراد الجالية خطوة ذكية
قال الخبير الاقتصادي والمحلل المالي، نجيب الصومعي، إن قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس تسهيل عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يعد خطوة ذكية ومؤشرا قويا على جيل جديد من علاقات مغاربة العالم مع بلدهم الأصل.
وأوضح الصومعي، ، اليوم الأحد، أن جلالة الملك يضمن، من خلال هذا الجيل الجديد من العلاقات، كافة الظروف الأساسية لتشجيع مغاربة العالم على زيارة أرض الوطن.
واعتبر أن هذه الالتفاتة الملكية، التي خلفت صدى إيجابيا في صفوف الجالية المغربية، تنضاف إلى المبادرات الكبرى لجلالة الملك لفائدة المواطنات والمواطنين المغاربة أينما كانوا، وتعد خطوة ذكية من حيث التوقيت، إذ ستمكن عددا من أفراد الجالية من العودة إلى أرض الوطن لقضاء فترة العطلة الصيفية، بعد فترة غياب طويلة.
كما أن المغرب، يضيف الخبير الاقتصادي في السياق ذاته، يشهد حاليا بداية مسار انتعاش المنظومة السياحية، مشيرا إلى أن 45 بالمائة من السياح الذين ينشطون الحياة السياحية بالمغرب هم من مغاربة العالم.
وأبرز أن المبادرة الملكية، التي تتضمن تحفيزا للأواصر القوية بين مغاربة العالم وبلدهم الأم، تشكل خطوة قوية وذكية للتحفيز الاقتصادي وبدء مرحلة الخروج من الجائحة، وفق ضوابط قوية وواضحة، وفي ظل التشبث بالإجراءات الاحترازية.
وتابع المتحدث بالقول إن المبادرة الملكية لتسهيل عودة أفراد الجالية إلى أرض الوطن تعد أمرا إيجابيا جدا وتحمل إشارة قوية إلى العطف الذي يوليه جلالة الملك لهذه الفئة من المواطنين.
واستعرض، بالمناسبة، الجوانب الإيجابية لهذه المبادرة، المتمثلة على الخصوص في تمكين مغاربة العالم من العودة إلى الوطن بهدف صلة الرحم أولا، ثم الاستفادة من المقومات السياحية لبلادهم، موضحا أن الأوامر الملكية همت ثلاثة أبعاد أساسية، فالبعد الأول يتمثل في قطاع النقل الجوي والنقل البحري الذي سيشهد دينامية لأنه “سيكون هناك تدوير مهم واستغلال للخطوط الموجودة بين المغرب والدول المعنية”، مما من شأنه، برأي السيد الصومعي، تقوية منظومة المداخيل ورقم معاملات الشركات الوطنية للنقل.
ويكمن البعد الثاني، في كون الأمر الملكي يتضمن دعوة لإعادة النظر في ظروف الإقامة وفق هندسة تحترم القدرة الشرائية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها أوروبا، مما سيتيح لمغاربة العالم الاستفادة من المقومات السياحية التي توفرها المملكة، الأمر الذي سيخدم بشكل مباشر القطاع السياحي بالنظر للإقبال الذي سيشهده، ويتيح إمكانية تدبير الأرباح بشكل أكبر وبرقم معاملات مهم، كما سيعطي دفعة للمنظومة السياحية الوطنية.
أما البعد الثالث، حسب السيد الصومعي، فيكمن في أن دينامية مغاربة العالم، خاصة في إطار الوضعية الاستثنائية لعملية “مرحبا” لهذه السنة، ستمكن المغرب من الشروع في إنعاش الأسواق بفضل أنشطة الجالية المغربية، خاصة من خلال إنعاش الصناعة التقليدية والخدمات السياحية وتثمين سلسلة القيمة المرتبطة بالنقل والإقامة والتسوق.
وخلص المحلل الاقتصادي إلى أن خطوة جلالة الملك، التي تعد مهمة جدا، تظهر بشكل جلي أن جلالته يستمع لنبض المواطنات والمواطنين، وتؤكد سرعة الاستجابة الملكية لمطالبهم.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد أصدر تعليماته السامية للسلطات المعنية وكافة المتدخلين في مجال النقل، قصد العمل على تسهيل عودتهم إلى بلادهم، بأثمنة مناسبة.
كما دعا جلالته، في بلاغ للديوان الملكي، كل الفاعلين السياحيين، سواء في مجال النقل أو الإقامة، لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد استقبال أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف وبأثمنة ملائمة.