• ماي 6, 2025

هل تستوعب الجزائر رسائل الدبلوماسية الهادئة في خطاب الملك؟

حمل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة والاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، عدة رسائل إلى الجارة الجزائر، رغم أن الخطاب الملكي لم يأت على ذكر هذا البلد.

الخطاب الملكي كان حاسما في التأكيد على مغربية الصحراء وبالتالي إغلاق أي باب تعتقد الجزائر أنه لا زال ممكنا للدخول أو النفاد منه إلى التشكيك في مغربية الصحراء، من خلال التأكيد على ان التفاوض الممكن لا يتجاوز سقف البحث عن صيغة لإنهاء النزاع المفتعل، وليس التفاوض حول الحقوق المغربية التي لا تقبل التفاوض أو التنازل.

الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، ركز أيضا على حتمية ربط اي صيغ تعاون ممكن مع اي بلد في العالم أو تكتل سياسي أو اقتصادي، بالوضوح التام في الموقف من قضية الصحراء المغربية، معتبرا ان السيادة أهم من المكاسب الاقتصادية والتجارية بغض النظر عن طبيعتها.

من بين رسائل الملك محمد السادس بهذه المناسبة هو التشديد على اهمية التعاون والايخاء بين الشعوب المغاربية، التي خصها الملك محمد السادس بتحية خاصة في نهاية خطابه، وهو ما يحمل دلالات بليغة كون المصير المشترك بين الشعوب المغاربية حقيقة ثابتة لن تتأثر بنزعة بعض الانظمة وحساباتها الضيقة والعابرة.

هذه المضامين القوية هي في الحقيقة رسائل للجارة الجزائر لعلها تدرك أن المغرب حسم وحدته الترابية وأن المستقبل هو للبناء والتنمية، وأنه من الأفضل للجزائر أن تركز خلال المستقبل على خدمة مصالح مواطنيها وشعبها بدل تكريس كل جهودها وإمكانياتها من اجل قضية لا تهم في شيء الشعب الجزائري الذي يعاني الويلات جراء استمرار مغامرات قادته وجنرالات العسكر البعيدة عن تطلعات الشعب الجزائري.

لا شك ان حكام الجزائر قد أغلقوا آذانهم منذ سنوات عن كل دعوات الخير الصادرة عن الرباط، وأن كل ما يهمهم هو ربح الوقت في مناورات عدمية تجاه بلد جار من أجل إلهاء الرأي العام ومواصلة النهب والسرقة الذي أفلس هذه البلاد.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة