زيان يُهدر وقته بخرجات حمقاء عوض تجهيز مرافعات قانونية قد تُنقذه من رفع العقوبة في المرحلة الاستئنافية

في دولة الحق والقانون، أي دولة تحترم نفسها وقوانينها، لم يكن من المباح أو الممكن السماح لرجل عديم الشرف والأخلاق والمروءة، أن يستمر في عنترياته الجنسية، وجرائمه التي استأثرت بصفحات من محاضر الشرطة القضائية.

عنتريات زيان ما كان يمكن لها أن تستمر إلى ما لا نهاية، والمغرب، يمكن أن يتسامح في أي شيء، مثلما فعل مع كثيرين، عندما يتعلق الأمر بحرية الرأي والتعبير حتى ولو وصل الأمر حد الاختلاف الشديد مع توجهات الدولة وسياساتها العامة، والحالات عدة. لكن أن يصل الأمر إلى اقتراف أفعال تستهدف المرأة، أو بالأحرى جرائم جنسية، وإعطاء قدوة سيئة للأطفال، فلا يمكن التغاضي أبدا.

المحامي زيان، وبقراءة بسيطة لتعابير وجهه، خلال حواره مع التافهة تاجرة الدمى الجنسية دنيا فيلالي، دون الحديث عن ما وراء السطور في تصريحه الملغوم، كما أبان عن علمه الحقيقي بصحة الفيديوهات التي يحاول التشكيك في صحتها من أجل الإثارة الإعلامية لا غير، كما أبان عن جهل كبير بالمساطر القانونية.

زيان بدا مضطربا ومرتبكا، رغم نبرة التحدي التي لا تغيب عن تصريحاته، رغم خطورة التهم التي تلاحقه استئنافيا، والتي عجز عن نفيها بالأدلة وليس بالتصريحات الصحفية ومحاولات الهروب إلى الأمام.

وحتى قبل الحكم عليه، ظل هذا الشيخ المتصابي يمارس هواية إطلاق التصريحات غير المسؤولة كما تعود على ذلك، والتي تسبب بعضها في جره إلى القضاء.

لم يعد لنا من شك في أن زيان هو شخص لا يتعظ من أخطائه ويتملكه غرور قاتل ومرضي يفسر طبيعة التصريحات البلهاء التي يطلقها باستمرار.

زيان يهدر وقته الآن في الخرجات الحمقاء، ويردد كلام المجانين الذي لا يقبله عاقل، وقد كان الأحرى به أن يستعد للمرحلة الاستئنافية، وأن يجهز مرافعات قانونية من شأنها أن تجلب له شيئا من التخفيف، إن لم يفشل، واستقرت قناعة المحكمة الاستئنافية على خطورة ما ارتكبه، ورفعت له العقوبة أو ضاعفت منها.

محاكمة زيان عبرة لمن يعتبر، لا سيما في ظل تزايد الانفلاتات الكلامية من أشخاص يستحي إبليس من أفعالهم، مثل عمر الراضي والمعطي منجب وآخرين، في مواقع التواصل الاجتماعي من طرف كل من هب ودب، وكل من يعتبر نفسه فوق القانون، في هذه البلاد.

واقعة جر المحامي الموقوف أمام القضاء، تعكس حزم الدولة ومؤسساتها في الضرب بيد من حديد إزاء كل مستهتر ومتنطع، وما أكثرهم ممن يعتقدون أن حربائيتهم تجعلهم فوق المتابعة والمساءلة، فهل يعتبر طابور المتنطعين ومحترفو المزايدة من درس محمد زيان.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة