وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت يستقبل وفدا رفيع المستوى من الجمهورية الإسلامية الموريتانية
مع إطالة أمد الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن للمتابع ان يستنبط عدة دروس و عبر قد تنفع دولة مثل المملكة في مواجهة أعدائها
الدرس الأولمع إطالة أمد الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن للمتابع ان يستنبط عدة دروس و عبر قد تنفع دولة مثل المملكة في مواجهة أعدائها. سننشر بين الفينة و الأخرة مقالات عن الموضوع.أول خطأ ارتكبه الاوكرانيون هو التنازل عن قدراتهم الردعية النووية، حيث كانت أوكرانيا ثالث قوة نووية في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. نزع كييف لسلاحها النووي من أجل التقرب من الغرب “المتحضر” و محاولة التخلص من التبعية لروسيا، جعل منها هدفا سهلا سواء لنفاق الغرب او لجيش روسيا اليوم، و لو احتفظت بسلاحها النووي لما تجرأت روسيا على مهاجمتها و لاتخدته وسيلة للتفاوض سواء لولوج الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو ان شاءت.الدرس الأول للمملكة: هو ضرورة تعزيز قدراتها الردعية العسكرية حتى يتسنى لها تعزيز مواقفها التفاوض في القضايا المصيرية للبلاد. نتوفر اليوم على جيش بقدرات دفاعية مهمة، لكن تعوقه عدة اشياء لتعزيز الجانب الردعي : – برا : لا تتوفر وحدات المدفعية الملكية على ترسانة من راجمات الصواريخ و الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تهدد أعداء المملكة في عمق ترابهم. الهدف ليس تغيير عقيدة القوات المسلحة الملكية الدفاعية بل تعزيزها ! خلال العقد الماضي نجحت المدفعية الملكية في اقتناء راجمات صواريخ صينية بمدى يقارب 140km و قد استقبل أعداء المملكة الخبر بكثير من الاستنكار و الريبة و دفع جيران البلاد لتليين مواقفهم من بعض القضايا التي تخص المغرب. كما ينبغي تسريع مخططات تطوير المدفعية الملكية أرض جو بمنظومات دفاع جوي و صاروخي متنوعة المدى حتى يتم تحييد خطر الصواريخ الباليستية و صواريخ كروز المجنحة التي تشكل تهديدا حقيقية لمنشئاتنا الحيوية التي قد تكون أول أهداف اي تدخل عسكري ضد اراضينا.- جوا : بات من الأساسي اليوم تعزيز ترسانة القوات الملكية الجوية بنظم قتالية ردعية، فإذا كانت القيادة قد نجحت في 15 سنة الأخيرة في نقل سلاح الجو إلى مستوى مهم من التطور و الكفاءة، فإن ذلك يجب أن يتسمر نحو : * تعزيز الترسانة الصاروخية الحربية للقوات الملكية الجوية بصواريخ كروز بعيدة المدى،* تعزيز أسطول القتال الجوي بمقاتلات ثقيلة لفرض التفوق الجوي و قادرة على استهداف الأهداف الاستراتيجية خلف خطوط العدو، و لو بأعداد قليلة.* تعزيز قدرات النقل الجوي بات أمرا مستعجلا خاصة في حال رغبة البلاد في نقل قوات خارج حدود المملكة لحماية مصالحها الحيوية.-بحرا : كشف تقرير حديث البرلمان الفرنسي عن أن البحرية الملكية فقيرة بالمقارنة مع البحرية الجزائرية و عن أن ضباط البحرية الفرنسية يفضلون التدرب مع الجانب الجزائري لكفائته القتالية مقارنة مع البحرية المغربية، و هي اهانة كبيرة لضباط البحرية الملكية و للعلاقات التي تجمع بين البحريتين. غير أن السبب يكمن بالأساس في أن البحرية الملكية تأتي دائما في ذيل أولويات القيادة لأسباب مالية خالصة، حيث دائما ما ينظر للبحرية كقوة لحراسة السواحل و ليس قوة قتالية، و هو ما يفسر أن خطوات تطوير البحرية الملكية كانت شبه معاقة، حيث لم يحصل أسطول القوة الجوية للبحرية مروحيات مضادة للغواصات لاستكمال المنظومة القتالية للفرقاطات التي تم اقتنائها قبل … 12 سنة. حجم البحرية الملكية بالمقارنة مع المساحة الشاسعة للمجال الاقتصادي الخالص للمملكة يبقى دون المتوسط.البحرية الملكية وجب أن تكون أولوية الاوليات سواء من أجل تعزيز المنظومة الردعية الدفاعية للمملكة عبر خلق أسطول للغواصات و سفن قتالية مسلحة بصواريخ كروز، أو لفرض السيادة الوطنية في المياه الزرقاء بسفن حديثة مجهزة بأحدث وسائل المراقبة و القتال.النزاع المسلح باوكرانيا اثبت أهمية التوفر على قدرات عسكرية ردعية تمنح مجالا اكبر للدبلوماسية للتفاوض بشكل مريح تمنع من خلاله سفك دماء الأبرياء.