كاريكاتير.. المؤسسات الأمنية المغربية دايرين “الحلاقم” لشي “قماقم”
هؤلاء تضامنوا مع عمر الراضي فمن يتضامن مع الضحية؟
صدر مساء الحكم الاستئنافي في حق عمر الراضي، والقاضي بتأييد الحكم الابتدائي المحدد في خمس سنوات سجنا، الحكم الذي اعتبرته الضحية حفصة بوطاهر غير منصف لها بالمقارنة مع حجم الفعل الجرمي الذي تسبب لها في أمراض نفسية خطيرة قد ترافقها طوال حياتها، والغريب أن الجاني يلقى دعما قويا بحكم قربه من إحدى الجمعيات الحقوقية ولكونه اشتغل صحفيا في وقت من الأوقات، لكن الضحية لأنها إمرأة لم تجد من يتضامن معها سوى جمعية صغيرة تم تأسيسها حديثا.
في أي قضية هناك الوجه والقفا. وجه القضية يتكرر في كل محاكمة تقود شخصا مشهورا أو شبه مشهور إلى السجن نتيجة ارتكابه لجريمة من الجرائم، مثل توفيق بوعشرين الذي اتهم بالاتجار في البشر ومحمد زيان المحكوم بثلاث سنوات في ملف نجلاء الفيصلي وسليمان الريسوني المحكوم في ملف الاغتصاب، وفي الملفات المذكورة بالإضافة إلى ملف عمر الراضي دائما يتم الحديث عن المؤامرة.
في كل ملف من هذه الملفات هناك ضحايا وهناك ملفات ووثائق وتسجيلات وغيرها، وقد أتيحت للمحكومين كل شروط المحاكمة العادلة يوم كانوا متهمين وقبل الحكم عليهم، لكن بدل مناقشة جوهر القضية يتم اللجوء إلى الضجيج ولغة المؤامرة. الضحايا هم مواطنون ومواطنات مورس عليهم نوع من الاعتداء بشتى الطرق، وبالتالي من حقهم الإنصاف من قبل المحكمة. هذا الإنصاف يصبح تآمرا على هؤلاء فقط لأنهم يعرفون كيف يوظفون الجمعيات الحقوقية ووسائل الإعلام لفائدتهم كما أن هذه الأدوات تبحث دائما عن ملفات ملتبسة قصد تحقيق أهدافها.
الضحية التي رفعت شكاية ضد عمر الراضي تتهمه بالاغتصاب، قدمت أدلة على ذلك، وبناء على هذه الأدلة استقر ضمير القاضي على متابعته بجريمة الاغتصاب، وبالإضافة إلى ما التصق به من تهم قرر الحكم عليه بست سنوات سجنا. فهل كان ينبغي إطلاق سراحه رغم الأدلة والحجج؟ بأي وجه سنواجه الضحية، التي كتبت أكثر من مرة أنها أصبحت تعاني إعاقة نفسية خطيرة تطاردها ليل نهار؟
العدالة هي الإنصاف ولا معنى للمحاكمة العادلة إن لم تنصف الجميع. لقد تم إنصاف الجاني نفسه عندما أتيحت له الفرصة ليدافع عن نفسه ووجد نفسه في أكثر من وقت أنه غير قادر على رد التهم الموجهة إليه، فالإنصاف أن توفر لك السلطة القضائية شروط المحاكمة العادلة وأبرز شرط فيها هو الحق في اختيار المحامين وتقديم كل ما تراه حجة لفائدتك.