إغلاق الحدود في وجه القادمين من الصين حماية للمغرب من أي انتكاسة وبائية
قررت السلطات المغربية منع جميع المسافرين القادمين من الصين، أيا كانت جنسيتهم، من الولوج إلى تراب المملكة، ابتداء من 3 يناير 2023، وذلك بناء على تطور جائحة كوفيد-19 بهذا البلد. لكن هل سيؤثر ذلك على قطاع السياحة في المغرب؟.
في هذا الصدد، صرح الزوبير بوحوت، الخبير الاقتصادي بالقطاع السياحي، أن قرار وضع قيود على القادمين من الصين الذي اتخذته العديد من الدول منها المغرب، وبعيدا عن منافعه الصحية، سيكون له تأثير على القطاع السياحي لأنه يأتي في الوقت الذي قررت فيه السلطات الصينية السماح لسكانها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة بالتحرك بلا قيود تقريبا.
واضاف بوحوت، في تصريح لموقع “الاولى”، أن توافد السياح الصينيين على المغرب عرف دينامية كبيرة منذ إعفاء المملكة مواطني هذا البلد من تأشيرات الدخول للأراضي المغربية سنة 2016.
وأشار إلى أن عدد السياح الصينيين الذين يقصدون المغرب ارتفع من معدل 10 آلاف سائح سنة 2015 إلى 190 ألفا سنة 2019، مما يبرز التطور الكبير الذي شهده توافد السياح الصينيين على المغرب قبل الجائحة، مبرزا أن هذا العدد مرشح للتضاعف خلال السنوات القليلة القادمة.
ويرى الخبير الاقتصادي بالقطاع السياحي أن معظم الدول فرضت قيودا أقل من المغرب على القادمين من الصين عبر اشتراط إجراء اختبار كورونا قبل الدخول؛ بهدف الاستفادة من السياح القادمين من هذا البلد، الذين سيقارب عددهم 251 مليونا سنة 2030.
لكن عبد الفتاح بشبلا، نائب رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بالصويرة، يرى أن قرار السلطات المغربية من شأنه حماية المملكة من أي انتكاسة وبائية، قد يكون لها تأثير سلبي على القطاع السياحي الذي بدأ بالتعافي تدريجيا من تبعات الجائحة. وقال بشبلا في تصريح مماثل، إن السوق الصينية تعتبر سوقا واعدة بالنسبة للقطاع السياحي بالمملكة، فبداية من سنة 2017 تسجل المملكة زيادة ملحوظة في عدد السياح القادمين من هذا البلد الآسيوي، مشيرا إلى أنهم يمثلون حاليا بين 4 و6 بالمائة من السياح بمدينة الصويرة.
وإضافة إلى المغرب، هناك إلى حدود الآن 12 دولة أخرى فرضت إجراءات احترازية لاستقبال السياح القادمين من الصين وعلى رأسها 3 دول من الاتحاد الأوروبي (إيطاليا، إسبانيا وفرنسا) في انتظار اتخاذ موقف موحد لدول الاتحاد الأوروبي، كما تضم اللائحة كذلك المملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية، وماليزيا، والهند.
وفي 26 دجنبر الماضي، أكدت لجنة الصحة الوطنية بالصين، أنها لم تعد تعتبر كوفيد -19 “التهابا رئويا” بل مرضا “معديا” أقل خطورة، مشيرة إلى أن البلد سينهي، ابتداء من 8 يناير 2023، الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول للبلاد.
ويأتي هذا في وقت تعرف فيه الصين ارتفاعا مقلقا لحالات الإصابة بكورونا، ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الإصابات، وذلك بعد أن توقفت لجنة الصحة الوطنية عن تقديم معطيات عن الحالة الوبائية لهذا البلد الأكثر سكانا في العالم.