• ماي 4, 2025

اتهامات أنور الدحماني.. تستنفر وهيبة خرشش وتدفعها “للكلاشات” على اليوتيوب

يبدو أن التراشق اإلعالمي بين أنور الدحماني، الشاب المثلي المقيم باسبانيا، ووهيبة خرشش،الشرطية المعزولة والهاربة بأمريكا، قد بلغ منتهاه بعدما دخل مرحلةكشف الأوراق والتسجيالت والمكالمات التي كانوا يسجلونها لبعضهم البعض خلال مرحلة التوافق والتآمر المشترك.

فبعدما خرج أنور الدحماني مؤخرا يفضح وهيبة خرشش، ويعرض تسجيالتها التي كانت تحرضه فيها على استهداف شخصيات ومؤسسات وطنية، ويتهمها بالهروب بطريقة غير مشروعة من المغرب بإيعاز ومساعدة من محمد زيان، جاء الدور هذه المرة على وهيبة خرشش لتعرض بدورها ما بحوزتها من مكالمات ورسائل شخصية كانت تسجلها خلسة ألنور الدحماني، عندما كانت الرياح لا زالت تجري بما تشتهيه سفنهما معا.

والمالحظ في معركة كسر العظام بين الطرفين، والتي تدور رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي، هو انتفاء ”الخصوصية“ عند مثل هؤلاء األشخاص. فكل رسالة بينهما توثق وتخزن، وكل مكالمة هاتفية تسجل ويتم حفظها لغاية محددة وألجل معلوم، وغالبا ما يكون القصد الأخير منها هو التجريح والتشهير والفضيحة.

ولعل ما قامت به وهيبة خرشش، بعد عطلتها الطويلة على اليوتيوب، هو بمثابة ”انتحار سيبراني“، لأنها أسرفت في ”خصخصة النضال االفتراضي“، وسقطت في فخ الابتذال والشعبوية بسبب دفاعها غير الموفق عن نفسها في مواجهة الاتهامات الخطيرة التي نسبها لها أنور الدحماني.

دفاع.. بنكهة التفاهة

من يستمع لوهيبة خرشش وهي تحاول إسقاط تهمة التآمر والهجرة السرية وغيرها من الاتهامات التي وردت في تصريحات أنور الدحماني، يدرك جيدا بأن كل ”األسلحة صارت مباحة في كلاشات اليوتيوب، خصوصا سالح المكر والخديعة“.
فهذه الفئة التي تسجي نفسها برداء ”المعارضة على شبكة الأنترنت“ تعمد أولا إلى الضغط على زر التسجيل قبل أن تحاورك، وبعدها تستدرجك للمواضيع التي في مصلحتها، فإن تأتى لها ذلك تبادر بالنشر فورا، وإن لم
يتحقق سعيها هذا تعمل وقتها على بتر التسجيل من سياقه ونشره مشفوعا بتعاليق مغرضة.

هكذا ظهرت وهيبة خرشش في تسجيلها الجديد وهي تفرق الاتهامات في حق الجميع، بل حتى دفاع غريمها أنور الدحماني لم يسلم بدوره من تهمة المثلية واالختيارات الجندرية! بل إنها اتهمت حتى مصالح األمن بمحاولة ”نشر دين جديد“ بدعوى أنها هي التي سمحت لشاب مثلي بولوج التراب الوطني.

ولم تحضر فقط المكائد والدسائس في خرجة الشرطية المعزولة، بل تفوقت التفاهة على نفسها في عالم هذه الأخيرة، والتي ظهرت ساذجة تفترض السذاجة في كل من يسمعها.

فلكي تبرئ نفسها من اتهامات أنور الدحماني، ادعت أنها تعرفت عليه منذ أربعة أشهر فقط، وبعدها نسيت أن هذه المدة غير كافية ليتبادل معها المعني باألمر أسراره الخاصة ومشاكله الحميمية، حيث شرعت من حيث لا تدري في بث تسجيالت خاصة ومعطيات ال يمكن أن يكشفها المرء لصديق فايسبوكي عابر تعرفت عليه في أيام معدودات فقط!!

من ”خصخصة النضال“ إلى ”خوصصة المخابرات“.

لم تكتف وهيبة خرشش بخوصصة النضال الذي ناشدها من أجله اإلرهابي محمد حاجب، في دعوته لها لسد الفراغ الكبير الذي نجم عن اعتقال محمد زيان، بل ابتدعت أسلوبا جديدا يتمثل في ”خوصصة المخابرات واختراق األجهزة السرية“.
ففي معرض تبريرها لمعرفتها السابقة بأنور الدحماني، زعمت هذه الشرطية الهاربة أنها ”كانت في عطلة بسويسرا عندما علمت من مصادرها أن رجال المخابرات يبحثون عن أنور الدحماني لتجنيده، فقررت أن تسبقهم وتتولى مهمة االستقطاب قبل أن تصله أيدي المخابرات!“. فهل تعتقد وهيبة خرشش أن هذا العالم يقبله العقل حتى يقبله الناس؟ إذ كيف لمن تدعي السياحة في سويسرا أن تطلع على معلومات دقيقة في حوزة الأجهزة الأمنية السرية؟
وهنا يحق للرأي العام أن يتساءل مع وهيبة خرشش بصوت مسموع: بأي صفة تحركت لتجنيد أنور الدحماني قبل جهاز المخابرات؟ ومن هي الجهة الخارجية التي أوعزت لها بهذه المهمة في فترة قالت أنها كانت فيها للسياحة؟ فهل تتحرك وهيبة خرشش بمفردها كجهاز مخابرات خاص؟ أم أن هناك من يقف خلف الستار ليوزع المهام على المجندات والمجندين المنذورين لمهمة التآمر؟

مبدئيا، يرفض العقل السليم أن يتقبل فرضية أن وهيبة خرشش قد تحركت بمفردها مثل أي ذئب منفرد أو عميل خاص، وذلك لسبب بسيط هو صعوبة تجنيد شخص يقيم في إسبانيا من طرف سيدة هاربة وتعيش بعيدة عنه بأكثر من 10 آالف كيلومتر تقريبا.
كما أن المفارقة الغريبة كذلك، هي أن وهيبة خرشش اعترفت بمحاولتها استباق المخابرات لتجنيد أنور الدحماني، في وقت كانت تجمد فيه كل أنشطتها على اليوتيوب! وهذا يدعونا للتشكيك في أسباب وخلفيات ”هدنة التواصل االجتماعي“ التي كانت قد انخرطت فيها الشرطية المعزولة بعد اعتقال شقيقها في شبكة إجرامية متخصصة في النصب والسرقة الموصوفة وإفشاء السر المهني واالرشاء واالرتشاء.

خرشش األخ.. رهينة أم متهم في جنايات خطيرة

من يستمع لكلام وهيبة خرشش وهي تتحدث عن شقيقها المعتقل بالمغرب، والذي وصفته ب“الرهينة“، يراوده أكثر من سؤال عن سبب ومنطلقات إقحامها ألحد أفراد عائلتها في ”بوليميك“ تضج به مواقع وشبكات التواصل االجتماعي.

لكن باستخدام تقصي بسيط في أعمدة الصحافة الوطنية وفي محرك البحث على غوغل، تطالعك العديد من القصاصات والتقارير اإلعالمية التي تتحدث عن ”جرائم“ عبد الحكيم خرشش شقيق الشرطية الهاربة وهيبة خرشش. فالرجل معتقل إلى جانب ضابطة شرطة أخرى.

شهر شتنبر 2021 ،بسبب إفشائهما لأسرار مهنية خطيرة استفادت منها شبكة إجرامية متخصصة في السرقة والنصب استهدفت العشرات من المواطنين بمدينة بني مالل في مبالغ مالية بماليير السنتيمات.

ولعل أبرز التهم التي وجهتها النيابة العامة لشقيق وهيبة خرشش )الرهينة المزعوم( هي إشعاره ألشخاص مبحوث عنهم بالقضايا المسجلة في حقهم، والتستر عليهم وعرض المساعدة إليوائهم، فضلا عن مماطلته ورفضه تسجيل شكاية أحد ضحايا عملية السرقة بالكسر، لتمكين أفراد شبكة إجرامية من اإلفالت من العقاب نتيجة اندثار األدلة، وهي الخدمة التي كان يقدمها بمقابل مالي وعيني موثق في المحاضر المعروضة على القضاء.

وممن يعرفون شقيق وهيبة خرشش في المدن التي اشتغل فيها بكل من الجديدة وبني ملال، يعرفون كذلك ”جبروت“ هذا الرجل الذي شكل ألشهر عديدة موضوع عدة نداءات منشورة على مواقع التواصل االجتماعي، من سيدة تتهمه باالعتداء الجنسي الناتج عنه حمل ومولود أنثى.كما يتداول زمالاؤه القدامى في العمل طريفة عنه مفادها أنه الضابط الوحيد في
المغرب الذي عاقبته المديرية العامة لألمن الوطني بسبب تكييفه جريمة قتل عمد على أنها ”سقوط عرضي“، بسبب إهماله لبديهيات إجراءات المعاينة بمسرح الجريمة.

ومن الواضح أن البحث في محيط وهيبة خرشش القريب يندر بكثير من المفاجآت غير السارة، رغم أنها حاولت عمدا أن تداري هذه البشاعة بمساحيق التجميل وأغالل الذهب التي ظهرت تحملها في معصمها عندما خرجت لتناضل من أجل “ العبيد“ حسب قولها، من أمام ذلك المنزل البيضاوي الذي يستأجره جو بايدن في واشنطن لمدة أربع سنوات.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة