ضربة قاضية لفرنسا…الصين تتجه نحو الفوز بصفقة القطار فائق السرعة “مراكش- اكادير”
تستعد المملكة المغربية لتوجيه ضربة اقتصادية إلى فرنسا من خلال تكليف الصين بإنشاء الخط المزدوج للقطار فائق السرعة الدار البيضاء – مراكش – أكادير. ذلك أن الأزمة الحالية بين الرباط وباريس لا تبشر بقرب نهايتها، بل ستستمر، وهناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن القطار فائق السرعة الجديد الذي سيربط الدار البيضاء بأكادير عبر مراكش، سيذهب هذه المرة للصينيين وليس إلى الفرنسيين.
ومنذ العام الماضي تُكثف الصين جهودها للحصول على صفقة إنجاز الخط الجديد، وهو في حقيقة الأمر عبارة عن خطين لـ TGV، الأول ينطلق من الدار البيضاء باتجاه مراكش، والذي تجري حاليا الأشغال التجريبية لسكته الحديدية، والثاني يربط بين مراكش وأكادير، هذه الأخيرة التي سيصلها القطار لأول مرة في تاريخها.
ومنتصف مارس من العام الماضي، قدم المكتب الوطني للسكك الحديدية توضيحات بخصوص ما وصفها بـ”المعطيات المغلوطة” التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول التطورات المرتبطة بخط القطار فائق السرعة مراكش – أكادير، مبرزا أنه أطلق، في إطار الدراسات المهيكلة والاستكشافية للتطور المستقبلي لشبكة السكك الحديدية الوطنية، طلب عروض دولي مع بند تفضيلي وطني.
ويهم طلب العروض تقديم خدمات تتعلق بإجراء دراسة مفصلة للبنية التحتية، والهندسة المدنية، وتجهيزات السكك الحديدية، ونظام التشغيل الضروري لخط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش مرورا بقطب الدار البيضاء، ويشمل الطلب ثلاثة عروض تتعلق بالمقاطع الرابطة بين القنيطرة وعين السبع، وعين السبع والنواصر، ثم النواصر ومراكش، ووفق ONCF تم منح العقود الثلاثة لمكاتب دراسات مغربية تعمل بشكل مشترك مع مكاتب فرنسية وكورية جنوبية.
لكن بعدها بشهور، وتحديدا في غشت من سنة 2022، أعلنت الصين بشكل رسمي دخولها على خط إنجاز المشروع، وذلك من خلال تصريحات لسفيرها في الرباط تشانغ لين، الذي كشف خرجاته الإعلامية عبر وسائل الإعلام المغربية، وأكد بشكل صريح ومتكرر أن خط القطار فائق السرعة سيكون واحدا من بين المشاريع التي ترغب من خلالها الصين في توسيع حضورها الاستثماري في المملكة.
وأعلن السفير لين أن شركة صينية أعدت بالفعل دراسة لإنجاز الخط، سلمتها للمكتب الوطني للسكك الحديدية، مبرزا أن رغبة بلاده لا تتوقف عند إنجاز الخط فائق السرعة بين الدار البيضاء ومراكش ثم مراكش وأكادير، بل أيضا الخط الأول الذي سيمتدُ شرقا باتجاه وسط المغرب، وتحديدا إلى مدينة فاس، وأضاف أن لدى بلاده الكفاءات الضرورية لإنجاز تلك المشاريع بسرعة وكفاءة وفعالية.
وفي نونبر من سنة 2019، أكد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بمناسبة مرور عام على تدشين خط القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يربط طنجة بالدار البيضاء عبر القنيطرة والرباط، أن المغرب يضع الصين على رأس خياراته لإنجاز القطار فائق السرعة بين مراكش أكادير، قائلا إن الرباط وقعت مع بيكين، خلال زيارة جلالة الملك لها سنة 2016، مذكرة تفاهم تتعلق بالشراكة في التكوين في مجال السكك الحديدية والدراسات.
وتعمل الصين حاليا على استغلال تقاربها مع المغرب، في مقابل التباعد غير المسبوق بين الرباط وباريس، للظفر بهذه الصفقة، وهو الأمر الذي إن حدث سيكون ضربة عنيفة للوجود الاقتصادي الفرنسي بالمملكة، علما أن الرباط كانت قد “عوضت” باريس سنة 2007 بصفقة “البراق” عن توجهها للولايات المتحدة الأمريكية لاقتناء طائرات “إف 16″ المقاتلة بعد أن كانت زبونا لـ”رافال” الفرنسية.