بعد تفشي كورونا وتهاوي أسعار النفط.. الجزائر في مواجهة أزمة اقتصادية غير مسبوقة!!
في تطور مثير للحالة الاقتصادية الحادة التي تمر منها الجزائر ، ترأس الوزير الأول، عبد العزيز جراد، صبيحة هدا اليوم، أشغال إنشاء لجنة للحماية ، والتي اعتبرها البعض بمثابة – خطة طوارئ – بهدف التكفل بمهمة تقييم الانعكاسات الناجمة عن جائحة فيروس كوفيد-19، وآثارها على الاقتصاد الوطني، وأشار جراد في تدخله أعضاء الحكومة وممثلو منظمات أرباب العمل والجمعيات المهنية إضافة إلى الاتحاد العام للعمال الجزائريين والنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية وكذا المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي ، إلى أن التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية في إطار منع انتشار فيروس كورونا المستجد أثرت على عدة قطاعات اقتصادية أهمها التجارة والأشغال العمومية والبناء والفندقة، كما شدد الوزير الأول، على ضرورة تقييم الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن جائحة كوفيد-19 بكل “موضوعية و دون مزايدات”، مشيرا إلى أن الهدف يبقى التحضير لما بعد الأزمة الصحية ، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب غير المسبوق الناتج عن الازمة الهيكلية للحكومات السابقة ،التي اتت على الاخضر واليابس، إضافة إلى انهيار أسعار البترول وأزمة جائحة كورونا… وستتولى هذه اللجنة بإعداد تقرير ستتم دراسته كنقطة أولى في جدول أعمال الاجتماع القادم لمجلس الوزراء الذي سيعقد يوم 26 يوليوز الجاري.
و يرى مراقبون أن عودة انتشار المرض بقوة بعدد من الدول و منها الجزائر ، وانهيار اسعار النفط من جديد، بات ينذر بإمكانية أن يستمر الوضع الاقتصادي السيء في الجزائر لفترة أطول، مما سيمنع من استشراف الوضعية الاقتصادية الحقيقية ، للمرحلة المقبلة وتقديم قراءات عن التوقعات المرتقبة، و تفيد التقارير أن شريحة واسعة من الجزائريين الذين يعانون من تراجع قدرتهم الشرائية بحوالي 30 بالمائة، لن يسمح لهم بتغطية أي تكاليف إضافية، فما بالك بتكاليف عيد الأضحى التي تصل في العموم إلى حدود 10 ملايين سنتيم بين الأضحية وباقي المستلزمات الخاصة بهذه المناسبة الدينية، مما سيدفع بالقدرة الشرائية نحو الانهيار..
هدا و أكد خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد الوطني يعيش حالة من الانهيار، بسبب الهشاشة التي يعرفها الاقتصاد الوطني الريعي ، إزاء السوق الدولية للبترول المتقلبة أسعارها والمنخفضة إلى مستوى لا يطاق بالنسبة لوتيرة نفقات الدولة، والتي تستدعي البحث عن موارد مالية دائمة خارج المحروقات، خاصة بعد تهاوي أسعار النفط، ، ينضاف الى هدا انخفاض سعر تداول العملة الصعبة الأورو والدولار على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة، و كدا تآكل مدخرات الخزينة ونفاد تدريجي لما بقي في احتياطي النقد الأجنبي ، و الدي ساهم إلى حد بعيد في تدمير الاقتصاد الوطني الذي يعيش حالة ركود وانكماش ، و في ظل هده الاوضاع المزرية التي تعيشها الجزائر لا يستبعد ان تتفاقم المشاكل الاجتماعية والسياسية خاصة بعد ظهور طبقة للأثرياء الجدد المستفيدين من تركة – العصابة – تقابلها طبقة واسعة من الفقراء والعاطلين عن العمل ، وهي طبقة مغلوبة على امرها ، تحاول فقط الخروج من جائحة كورونا بأقل الاضرار ، في الوقت الدي سجلت فيه الجزائر اليوم 601 اصابة جديدة بفيروس كورونا و 11 حالة وفاة…