• ماي 3, 2025

المسلسلات الرمضانية.. غياب مواضيع تمس هموم المجتمع والتركيز على القضايا السطحية

كل من تابع حلقات أو بعض من اللقطات من مسلسل “المكتوب” الذي تبثه القناة الثانية يوميا بعد الإفطار، يتأكد جليا من شيء واحد هو غياب الفكرة الرئيسية والهادفة والتي تعالج قضية من قضايا المجتمع وتركز الأحداث على علاقات إنسانية بين سيدة ساقتها الظروف للعمل ك”شيخة” وأصبحت تلعب بالملايين بسبب زواج ابنتها من ثري يكبرها سنا مات وترك لها الارث.

ضجة كبيرة أحدثها الجزء الأول لمسلسل لمكتوب بسبب اختياره قصة “الشيخة” والمشاهدات التي حصدها، ظلت عين النقاد والمشاهدين على ما سيقدمه العمل في جزئه الثاني، لكن أن الموسم الثاني إلى حدود الساعة لم ينجح في إيجاد أحداث جديدة وسقط في فخ السطحية إلى جانب تراجع أداء أبطاله كهند بنجبارة.

وبحسب المتتبعين للعروض التي تقدمها قنوات القطب العمومي، فإن إخفاق الجزء الثاني من المكتوب يعود بالأساس إلى عدم ارتكازه على قاعدة صلبة في ما يخص الكتابة والحوار والإخراج واختيار الديكورات وقوة التشخيص، والإدارة الفنية.كما أن المسلسل يواجه أزمة حقيقية في المضامين، إذ يتعاطى مع مواضيع هامشية لا تهم المجتمع أو تمسه، ويناقش قضايا سطحية لا تعكس الواقع المغربي.

في حين يرى أخرى أن هذا الجزء يميل لتقليد المسلسلات التركية المعروفة التي تركز على تشابك العلاقات العاطفية بالخصوص مع عدم إيلاء أي أهمية للجانب الاجتماعي، ودون طموح درامي كبير. والملاحظ أن الشخصيات في هذا المسلسل انقلبت بمئة وثمانين درجة دون التمهيد لتحولاتها النفسية والانفعالية دراميا بشكل جيد.

ولكي ينجح العمل، لابد من الاستمرار في إنتاج موسم جديد يتطلب جهودا مضاعفة وتركيزا كبيرا في الكتابة التي ينبغي أن تغوص في عمق القضايا المعالجة، إضافة إلى الإخراج الذي يستوجب أن ينبني على رؤية فنية قوية ومختلفة، مع الابتعاد عن إضافة بهارات فنية تُفقد مصداقية المسلسل.

قبل عرض الجزء الثاني من “المكتوب” كان الجميع ينتظر انطلاقة قوية لأحداث تجذب المشاهد، غير أن العكس هو الذي حدث، تراجعت نسبة المشاهدة لصالح بعض المسلسلات التي تعرضها الأولى كمسلسل “كاينة ظروف”.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة