كاريكاتير | حميد المهداوي يجنّد أقرب أصدقائه لتصفية حسابات شخصية عبر تنسيقات مشبوهة ومعادية للوطن
قرأت ذات يوم أن متصنعي المثالية و مدعي الأخلاق هم الوجه الآخر للخباثة و الخيانة، لا ادري مدى صحة هذه المقولة إلا أني اكاد أجزم أن أرذل ما خلق الله خلف الكواليس هي هته الفئة، و لنا في حميد المهداوي المثل الأعلى، فكلما تعلق الامر بتجسيد دور الملاك المنزه عن الأخطاء تجده يتفنن في ذلك.
يظهر لنا وجها ملائكيا لا تشوبه شائبة يدعي الفهم والتعاطف و حرصه الشديد على حقوق و مصالح إخوانه المغاربة و أو كما يحلو له مناداتهم بعبارته الشهيرة “خوتي المغاربة” العبارة التي يدس بها السم في العسل في حين ان قلبه يخفي نوايا مبيّتة هدفها تحقيق مصالحه الشخصية.
المهداوي الذي طالما سهُل عليه الحديث عن الشفافية و الصدق، أثبت لنا بأفعاله انه تفوق على إبليس نفسه. رغم أن إبليس على الأقل مخلوق صريح و لا يتوارى بأفعاله الدنيئة، كما يفعل “اخو المغاربة” الذي يتعوذ من الشيطان و الشيطان منه بريء كبراءة الذئب من دم إبن يعقوب.
و تحت شعار الضرورات تبيح المحظورات، أحل المهداوي لنفسه ما حرمه على غيره، لكن بطريقة ماكرة و خبيثة، وهذا راجع لخوفه و حرصه الشديد على صورته المثالية التي يحاول جاهدا التسويق لها، فاختار الهضراوي أن ينهج مبدأ التقية و يستعين بصديقيه الوفيين المديمي و حليم، حتى يحققا مآربه، و يأخذا بثأره ضد من يدعي أنهم يستهدفونه.
بالسب و الشتم و قذف الأعراض، والتواطئ مع خونة الوطن و كذا التهديد بالقتل وقطع الراس، جنّد المهداوي أتباعه للدفاع عنه ولمحاربة مايصفه بالفساد و المفسدين، دون أي مراعاة لما سيترتب عن هذا التخويف و التهويل الذي يمارسه أصدقاؤه.
الملاك المُنزّه الذي لا يريد إلا الخير للجميع، و الذي سبق و أن صرح في إحدى خرجاته أنه لا يريد لأحد أن يدخل للسجن، يدفع حتى بأقرب أصدقائه و المدافعين عنه لخوض هذه التجربة في أقرب فرصة، كيف لا و هو الذي جندهم لخوض حروب بالوكالة و يدفع بهم للتشهير و التهديد، وكذا التشكيك في المؤسسات الأمنية و المس بالمقدسات الوطنية.