• ماي 5, 2025

توليفة لحظات ومواقف إنسانية طغت فيها روح “تمغرابيت” على فضاء الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بأكادير

تختتم اليوم الثلاثاء، تظاهرة الأبواب المفتوحة للأمن الوطني أطوار نسختها الخامسة المقامة هذه السنة بمدينة أكادير، مخلفة ورائها أحاديث لا نهاية لها وانطباعات ستظل راسخة في الأذهان، عن انصهار حُماة الوطن ضمن مجتمعهم وتفاعلهم الرصين مع تطوراته التي تستوجب أن ينزل رجل الشرطة بثقله الإنساني أولا قبل الأمني إلى الشارع المغربي، لأداء مهامه في انسجام تام مع أخلاقيات المهنة وعفوية المغاربة.

فمنذ أن فتحت المديرية العامة للأمن الوطني أسوارها لعموم المغاربة ونحن نستكشف، نسخة تلو الأخرى من فعاليات الأبواب المفتوحة، الوجه الحقيقي لمن اختارتهم الكفاءة والقدر أن يتولوا أمن الوطن والمواطن. فإلى الأمس القريب، كانت علاقة الشرطي بالمواطن تتسم بشيء من الرسمية وبنوع من التحفظ يمارسه كلا الطرفين حتى لا يتحمل الواحد تبعات سلوك الآخر.

غير أن سيرورة الزمان وما يرافقها من إرهاصات على كافة الأصعدة، اقتضت أن لا تخرج المؤسسة الأمنية عن سنة الحياة وأن تجعل من أطقمها البشرية أجنحة ترفرف أينما حلت وارتحلت. واليوم صار لنا موعد سنوي قار يجمع المغاربة شيبا وشبابا بل وأطفالا في فضاء واحد. والأهم من هذا وذاك، نجاح رجال السيد عبد اللطيف حموشي في اقتناص الإجماع المغربي حولهم، وهو الشعور أو الانطباع- إن جاز لنا اعتباره كذلك-  الذي ساهمت فيه هذه التظاهرة الأمنية على مدار دوراتها الخمس.

وأنت تتجول بين أروقة المعرض الأمني بأكادير، يطالعك موقف نبيل اتخذ فيه شرطي وضعية الأب وهو يشكل لطفلته رباط حذائها، في وقت تنشغل فيه الصبية باستذكار ما حفظته عن ظهر قلب من آيات قرآنية، باعتبارها إحدى المنتسبات لدور القرآن بجهة أكادير إداوتنان. ودراجي على ضفة أخرى يداعب أنامل رضيعة في لحظة عفوية بدا خلالها مبتهجا برفقتها. فيما آخر وضع، لقاء دقائق التقاط صورة، قبعته النظامية على رأس طفلة قادمة بمعية ضحايا زلزال إقليم الحوز.

المواقف كبيرة ونبلها الإنساني أكبر ترسخ بجلاء حينما ارتأت المديرية العامة للأمن الوطني، استضافة حافظات كتاب الله وعددهم 200 تلميذة، ناهيك عن أعضاء مدرسة القاضي عياض الخاصة للتعليم العتيق بإقليم تارودانت، وخصتهم باستقبال مهيب جعلهم نجوم روحية تتوسط الميدان وتحفها كوكبة الدراجين من كل جانب إلى أن ولجوا الفضاء المخصص للأبواب المفتوحة. كانت مشاهد غاية في البهاء اختلط فيها الأمن الروحي بالأمن الوطني فخرجت من ضلعهما الهوية المغربية منتصرة.

وما أن تسأل عن الزوار وتوافد عموم المغاربة إلى الفضاء المخصص لهذا العرس الأمني في نسخته الخامسة، حتى تتبدى أمامك حشود غفيرة من الصبية والنساء والرجال والشيب والشباب، وكأنما الحدث عرض فني أو تحفة سينمائية احتار صناعها أمام الإقبال عليها المنقطع النظير، فلم يجدوا من بُدٍّ غير رفع يافطة “soldout“. وتبعا لذلك، صرنا مع النسخة الخامسة نتحدث عن ما يناهز المليون 800 ألف زائر. وللحديث والمواقف الإنسانية بقية برسم النسخة السادسة بإذن الله.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة