• ماي 3, 2025

إمارة المؤمنين.. الحصن الحصين لمواجهة “بدعة” التطرف

رافق تولي أمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه المنعمين، بروز سياق عالمي جديد يتسم بظهور توجهات دينية تتبنى خطاب التطرف العنيف، تحاول نشر فتنة فكرية وعقدية عبر ما كان يسمى بالقنوات الفضائية، وانتشارها بشكل واسع، في نهاية التسعينات فواجهت إمارة المؤمنين هذه التحديات الخطيرة بحكمة ويقظة، ساهمت في صون الأمن الروحي للمغاربة.

في نهاية التسعينات، انتشرت المعلومة بشكل خطير، الصحيح منها والفاسد، وانطلقت معالم ثورة تواصلية، لقبت بالمرعبة في تلك الحقبة، فامتطت بعض الذئاب الأقمار الاصطناعية وحرضوا على الفتن باسم الدين، فتطلب استئصال الداء، ألسنا بلغا وأيدٍ فصاح.

انتقل العالم، في السنوات الأخيرة، إلى ثورة تواصلية أخرى، انفتح فيها الجميع على الجميع، استمع الجميع للجميع، فأصبح للجهال أصواتا تنبح بالباطل، ولضعاف العقول منابر يخطبون فوقها في الناس، فلزم حينئذ مواجهة الباطل بحق العلم ويقين الفهم.

تصدرت إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، المشهد الإذاعي لسنوات، وحققت قناة محمد السادس للقرآن الكريم نسب مشاهدة خيالية، بل انتشر محتواها عبر اليوتوب بأعداد لا تتصور، وبرز علماء الأمة ليعرفهم الجميع، بروز الأهلة ليلة العيد، فواجهت الحكمة الظلمة، وغطى نور الحق أباطيل طيور الظلام.

رسم أمير المؤمنين استراتيجية دينية تصون الأمن الروحي للمغاربة، بالتركيز على مذهب فقهي يعمل عمل أهل المدينة، على النهج النبوي، ومنهج عقدي أشعري وسطي، وسلوك طريق التزكية التي ترتقي بالخلق إلى أسمى مقامات المحبة الإلاهية.

لقد أمر مولانا أمير المؤمنين بتحصين المساجد من الرويبضة، وتأهيل الأئمة والقيمين الدينيين وتكوينهم، وتحسين أوضاعهم عبر مراحل، للمساهمة في تأطير المغاربة وصون أمنهم الروحي.

إلى جانب كل ذلك، واجهت الرابطة المحمدية للعلماء الفكر المتطرف، من خلال تفكيك خطاب التطرف، وتشخيص بنيته وفهم أسبابه ومسبباته، والعمل على إعداد دراسات علمية تبين الرواية الصحيحة للدين الحنيف، وتدحض شوائب العنف وضلالات الجماعات الماردة، ومبتدعة قتل المسلمين وسفك دماء الأبرياء.

لقد عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتعليمات من أمير المؤمنين على مراقبة المساجد، والاطلاع على عمل الأئمة، ومتابعة الخطاب الديني، ليكون وطنيا خالصا، وإسلاميا صافيا، ومحمديا وفق المحجة البيضاء، التي ما زاغ عنها إلا هالك.

تأثر بعض الشباب التائه في فترة من الفترات، ببعض التوجهات المنحرفة الضالة، التي لم تنفع معها وقاية أو استباق، واصطاداتها شباك التطرف والغلو، فتدخلت أجهزة الدولة بالضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه العبث بأمن المغاربة، كما أطلقت برامج للمصالحات وإعادة التأطير والإدماج، فعاد من عاد منهم إلى حضن الاعتدال المحمدي.. إلى فهم خطاب: وجعلناكم أمة وسطا.

هب أن دعاة التطرف والتعصب، المبتدعة الذين تحايلوا على نصوص الشرع، وأخرجوها من سياقها، وأحدثوا في الدين ما لم يأت به مقصد البعثة المحمدية.. هب أنهم نجحوا في نشر سمومهم، وفسح لهم المجال لذلك، لبلغوا مرادهم بأن يحولوا المسلمين إلى ذئاب يأكل بعضهم بعضا، ولكم في ما وقع في سوريا والعراق خير دليل…!

لقد تيقن العقلاء أن إمارة المؤمنين أنقذت هذا البلد الطيب، بلد الأولياء والمحبة المحمدية، من ظلمات التطرف والغلو، إلى فسيح الوسطية والرحمة المحمدية، لتحقق مقصد البعثة؛ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة