الانتخابات الرئاسية في الجزائر.. انسحاب مبكر لأرانب السباق والعسكر يضمن بقاء تبون

اعلنت زعيمة حزب العمال في الجزائر، لويزة حنون، عن انسحابها من السباق نحو قصر المرادية، بعدما ايقنت انها مجرد ارنب سباق فقط في غياب أي ديموقراطية في بلاد العسكر، الذي يدفع بتبون للبقاء في كرسي الحكم ولو بشكل رمزي، لأن العسكر هو الحاكم الفعلي.

وفي هذا الصدد، كشفت تقارير إعلامية دولية عقب إعلان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ترشحه للانتخابات الرئاسية سعيا لولاية ثانية، إنه هو الأقرب للفوز بالانتخابات في ظل عدم وجود مرشحين قادرين على منافسته، ولا سيما أن المشاركة في الانتخابات بشكل عام ستكون ضعيفة بسبب التوقيت المبكر الذي تم اختياره لها.

وذكرت مجلة “بلومبيرغ” الأمريكية في هذا السياق، أن انتخابات الجزائر المقررة في السابع من شتنبر، قبل 3 أشهر من موعدها الأول الأصلي، من المتوقع أن تؤدي إلى مشاركة ضعيفة من الناخبين الجزائريين لتزامنها مع فصل الصيف، وغياب معارضة قوية، وهو ما يثير الاستياء في البلاد.

وقالت ذات المجلة، إن تبون هو الذي على الأرجح سيفوز بهذه الانتخابات، على اعتبار أن إجراء هذه الاستحقاقات في وقت مبكر، وفق ريكاردو فابياني ، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، هو “وسيلة لإحباط أي محاولات محتملة من جانب مرشحي المعارضة لشن تحد جدي لتبون، وكذلك لمنع أي مناورة محتملة من قبل الفصائل العسكرية”.

وأعلنت لويزة حنون أمس سحب ترشحها للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 شتنبر المقبل، في موقف يهدف إلى فسح المجال أمام إعادة انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون.

وترى أوساط سياسية أن حنون المقربة من دوائر الحكم في الجزائر، التقطت سريعا إشارة الجيش وقامت بانسحاب تكتيكي يفسح الطريق أمام إنجاح مسار إعادة انتخاب تبون.

وقالت حنون في بيان قرأته على موقع الحزب على فيسبوك “أعلن رسميا عدم مشاركة الحزب في المسار الانتخابي المتعلّق بالرئاسيات المقبلة كليًا، أي وقف حملة جمع تزكيات الناخبين الدّاعمة لترشحي وعدم المشاركة في الحملة الانتخابية وفي عملية التصويت”.

وعزت قرار المكتب السياسي لحزب العمال الذي يأتي غداة إعلان الرئيس عبد المجيد تبون نيته الترشح لولاية ثانية، إلى وجود “نية لإقصاء مرشحة حزب العمال من الرئاسيات، وبالتالي مصادرة حرية الترشح للانتخابات”، بناء على “المعلومات الخطيرة التي بحوزتنا والوقائع التي تأكدنا منها” دون توضيح هذه المعلومات.

واتهمت حنون السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بـ”الفشل التام” في تسيير عملية جمع التواقيع. وتعتبر حنون التي سبق أن ترشّحت للانتخابات الرئاسيّة ثلاث مرات أن هذه المشاكل “سياسية بامتياز وليست تقنية، جد خطيرة إذا أضفنا لها برمجة الحملة الانتخابية في منتصف شهر غشت المقبل” مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأوضحت أن هذه المشاكل ستحوّل “اقتراعًا جدّ هام كان من المفروض أن يُحدث قطيعة مع الممارسات البالية إلى مجرد إجراء شكلي، يفاقم التشكيك والنفور الشعبيين اللذين عكستهما نسبة امتناع عن التصويت غير مسبوقة منذ الانتخابات الرئاسية لسنة 2019″، بلغت 39.8 في المئة.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة