المغرب يرفض مقترح المبعوث الأممي دي ميستورا لتقسيم الصحراء المغربية
أعلنت المملكة المغربية، عن رفضها للمقترح الذي طرحه المبعوث الأممي للصحراء، ستافان دي ميستورا، والقاضي بتقسيم الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو كحل للنزاع الذي يمتد لأكثر من خمسة عقود، وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة “رويترز”.
وفي إحاطة لمجلس الأمن خلف الأبواب المغلقة يوم الأربعاء، قال دي ميستورا، إن التقسيم “يمكن أن يسمح بإنشاء دولة مستقلة في الجزء الجنوبي من الإقليم، ومن جهة أخرى دمج بقية الإقليم كجزء من المغرب، مع الاعتراف بسيادته عليه دولياً”.
و بحسب ما أفاد به دي ميستورا خلال الإحاطة. لم يقبل المغرب هذا الاقتراح، وأوضح أنه على الأمين العام للأمم المتحدة إعادة النظر في جدوى دور مبعوثه إذا لم يتم إحراز تقدم في غضون ستة أشهر.
في غضون ذلك، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بنيويورك، أن دينامية الدعم المتنامي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، تعكس تأييد المجتمع الدولي لرؤية المملكة من أجل مستقبل الصحراء المغربية.
وبدا لافتا تغير اللغة المستخدمة في مشروع القرار الصادر عن اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بخصوص الصحراء المغربية، حيث لم يشر إلى الإقليم كمنطقة خاضعة للاستعمار والاحتلال، بل كمنطقة نزاع تفتعله الجزائر، كما يعترف بطبيعة النزاع الإقليمي بين المغرب والجزائر، ويشدد على المباحثات السياسية السابقة في جنيف كإطار لاستئناف العملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي مداخلة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز هلال أن أزيد من مائة دولة عضو، من كافة المناطق، من بينها بلدان عضوان دائمان في مجلس الأمن، و19 دولة من الاتحاد الأوروبي، وكذا منظمات إقليمية، عبرت عن دعمها الثابت للمقترح المغربي باعتباره الأساس الوحيد والأوحد الذي يتسم بالجدية والمصداقية من أجل حل سياسي، مضيفا أن المداخلات المقدمة خلال الأيام الأخيرة أمام هذه اللجنة أثبتت ذلك بجلاء.
وتطرق هلال إلى فتح قنصليات عامة لأزيد من 30 دولة في مدينتي العيون والداخلة، مشيدا بـ”دليل قاطع” على الاعتراف الدولي بالسيادة المغربية على الصحراء.
وأشار إلى أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية تعد “الأساس الوحيد والأوحد لتسوية هذا النزاع الإقليمي”، موضحا أنها تضمن تدبير الساكنة المحلية لشؤونها، كما أنها تساهم في إعادة إحياء المغرب العربي على أسس المبادئ الكونية لحسن الجوار والتنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي.
وقال السفير إن “لهذه المبادرة الفضل في التطلع إلى مستقبلها في انسجام تام مع ميثاق المستقبل الذي تم اعتماده الشهر الماضي” في نيويورك، مسجلا أن على الجزائر أن تلتقط هذه الرسالة وأن تستوعب، بعد مرور 50 عاما، أن مشروعها الانفصالي في الصحراء فشل بشكل ذريع.
وخلص هلال إلى أن “الصحراء أصبحت مغربية مجددا في عام 1975، كما كانت منذ الأزل”.