• ماي 2, 2025

بعد مقتل شابين.. رصاص الجيش الجزائري يستهدف مجددا شابين مدنيين آخرين بمخيمات الذل والعار بتندوف وينجوان من الموت بأعجوبة

في تطور خطير يُضاف إلى سجل الانتهاكات المتزايدة داخل مخيمات تندوف، نجا شابان صحراويان بأعجوبة من موت محقق بعدما فتحت عناصر من الجيش الجزائري النار عليهما بشكل مفاجئ، قرب ما يُعرف بمخيم العيون. الحادث يعكس استمرار النهج العنيف للجيش الجزائري في التعامل مع الصحراويين، ويؤكد من جديد هشاشة وضعهم تحت حكم القبضة العسكرية، في ظل صمت مطبق من جبهة البوليساريو.

وحسب ما أفاد به منتدى “فورساتين”، فإن الحادثة الجديدة وقعت بعد 48 ساعة فقط من مقتل شابين آخرين بنفس الطريقة بالقرب من مخيم الداخلة، ما أشعل فتيل الغضب مجددًا داخل الأوساط الصحراوية، التي باتت تشعر أن حياتها رخيصة أمام بنادق الجيش الجزائري، وأنها بلا سند ولا حماية حتى من القيادة التي تزعم تمثيلها.

وفق ما تناقلته مصادر ميدانية وصور موثقة، كان الشابان يقودان سيارة من نوع “مرسيدس” في رحلة اعتيادية بين منطقتي وادي الشق ووادي الماء. لكنهما فوجئا بوجود دورية عسكرية لم يألفا رؤيتها في ذلك الموقع، حيث طالبهما الجنود بالتوقف.

وبسبب الخوف الذي تملك السائق، خاصة بعد مشاهد الرعب التي خلفتها جريمة الداخلة، اتخذ قرارًا بالفرار، رغم أنه لا ينقل أي شيء ممنوع أو غير قانوني. ردّ عناصر الجيش كان صادمًا: وابل من الرصاص أصاب السيارة في زجاجها الأمامي والخلفي، وألحق بها أضرارًا كبيرة، بما في ذلك إحدى العجلات وهيكل السيارة. رغم الإصابات، تمكن الشابان من قيادة المركبة لمسافة تقارب كيلومترًا، قبل أن تتوقف بسبب كسر في جزء من المحرك، مما اضطرهما للهرب على الأقدام نحو المخيم.

بمجرد وصول الخبر، سادت حالة من التوتر والغضب وسط سكان مخيم العيون، الذين اعتبروا أن ما جرى ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة “الاستهداف الممنهج” للصحراويين العزل. عائلات الشابين، ومعها مجموعات من الأهالي، توجّهوا إلى موقع الحادث للاحتجاج ومحاولة منع تكرار المأساة. فالدورية التي أطلقت النار، حسب السكان، تُشكل خطرًا على حياة من يمر بذلك الطريق، وهو مسلك رئيسي لكثير من الصحراويين في تنقلاتهم اليومية.

ورغم الدماء التي سالت، والمآسي التي تتكرر، لم يصدر أي رد فعل من البوليساريو، التي فضلت كالعادة التزام الصمت، بل وأعلنت عن اجتماع لأمانتها العامة ناقشت فيه “قضايا جانبية”، دون أن تُدين ما جرى، أو حتى تتقدم بتعزية لأسر الضحايا. هذا الموقف زاد من احتقان الشارع الصحراوي، الذي بدأ يعبّر عن قناعته بأن قيادة الجبهة فقدت مصداقيتها ولم تعد تمثل سوى مصالحها الضيقة.

منتدى “فورساتين”، الذي يتخذ من قلب مخيمات تندوف منبرًا لفضح التجاوزات، وصف ما حدث بأنه “محاولة قتل بدم بارد”، وأضاف أن الصحراويين باتوا أمام ضرورة تاريخية للوقوف صفًا واحدًا ضد ما وصفه بـ”الإجرام الممنهج” الذي يمارسه الجيش الجزائري، في ظل تواطؤ مكشوف من قيادة البوليساريو.

وبينما يُدفن القتلى بصمت، ويُلاحق الأحياء بالخوف، تبقى الحقيقة واحدة: سكان مخيمات تندوف يُعانون من العنف والتجاهل في آنٍ معًا، تُراق دماؤهم، وتُصادر كرامتهم، ولا أحد يرفع صوته إلا حين يفوت الأوان.

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة