المغرب يسعف إسبانيا بالكهرباء ويكسب شكر بيدرو سانشيز

في خطوة جديدة تؤكد متانة علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا، عبّر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن امتنانه العميق للمملكة المغربية عقب مساهمتها السريعة والفعالة في إعادة التيار الكهربائي إلى منطقة الأندلس، التي عانت من انقطاع شامل شلّ أجزاء واسعة من جنوب إسبانيا والبرتغال، اليوم الإثنين.

وفي تصريح رسمي لوسائل الإعلام، قال سانشيز بوضوح: “نشكر المغرب لأنه ساعدنا في إعادة التيار الكهربائي بمنطقة الأندلس عبر تزويدنا بربط مؤقت”، معتبرا أن هذه المساعدة كانت حاسمة في تطويق الأزمة الكهربائية التي عرّضت الآلاف من المواطنين الإسبان لمتاعب كبيرة خلال الساعات الماضية.

وقد جاء التدخل المغربي السريع عبر الربط الكهربائي القائم بين البلدين، حيث استجاب المغرب لنداءات الاستغاثة الإسبانية بتزويد منطقة الأندلس بالطاقة بشكل فوري وعبر خط الربط الطارئ، مما مكّن من إعادة التيار تدريجياً إلى مختلف المناطق المتضررة، وسط إشادة واسعة بكفاءة البنية التحتية المشتركة والجاهزية المغربية الدائمة لدعم الجار الإيبيري في لحظات الطوارئ.

وفي سياق متصل، أوضح سانشيز أن السلطات الإسبانية ما تزال تحقق في الأسباب الحقيقية وراء الانقطاع الكبير، مضيفًا: “لا توجد حاليا مشاكل تتعلق بالأمن العام عقب انقطاع التيار الكهربائي، ومجلس الأمن القومي سيجتمع مرة أخرى مساء لتقييم التدابير الإضافية التي قد تكون ضرورية”.

وتأتي هذه الخطوة لتكرّس مسارا واضحا من التعاون والتكامل بين المملكتين المغربية والإسبانية، الذي ازداد رسوخا خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد تجاوز بعض الخلافات التقليدية والتأسيس لعهد جديد يقوم على الشراكة المتينة والمصالح الاستراتيجية المشتركة.

موقف بيدرو سانشيز يعكس بجلاء حجم الدور المحوري الذي بات المغرب يلعبه في استقرار المنطقة الأوروبية الجنوبية، ليس فقط من خلال دوره الأمني والهجروي، بل أيضا كفاعل رئيسي في تأمين الإمدادات الحيوية في أوقات الأزمات، مما يعزز مكانة الرباط كشريك استراتيجي لا غنى عنه بالنسبة لإسبانيا وأوروبا عموماً.