• ماي 6, 2025

هشام جيراندو.. تجارة “البشر” واستثمار في “الغفلة” !!

وأنت ترتشف قهوتك المسائية متصفحا حفنة من الأخبار هنا وهنالك، يقفز إلى السطح مقطع قصير سجله، على عجل، “راس لحربة” هشام جيراندو المتواري في كندا عن أنظار العدالة المغربية والكندية نفسها، يسأل عبره المتابعين عدم التشكيك في مصداقيته أو ثنيهم عن إمكانية اللجوء إلى إلغاء متابعتهم له. وسبب هذا التوجس؟! الرجل قتل الأحياء وأحيى الأموات، دون مراعاة لما قد يُكرسه التصرف الأرعن من توابع نفسية على المستهدفين به وعلى ذويهم.

لأول مرة لا يستطيع صديقنا النصاب أن يُركز نظره على الكاميرا ويُمعن في “تخراج العينين”، وهو يسارع لإنقاذ ماء وجهه من كذبة “يغرق فيها الجمل”. لأول مرة أرمق نظرة “الشمتة” تتطاير من عين الرجل الذي خانه عقله قبل مصادره “الهوليودية”. لأول مرة مصادر “خادم الكابرانات” تحصد بدورها “التبرية” لأن “الرقاص” الذي يشتغل لإمرتها لا يميز بين الحي ولا الميت، ولا يُبالي بتحري الحقيقة قبل فتح فمه النتن في خصوصيات الأفراد. ولأول مرة يتنكر جيراندو لوطن يحمل همه في قلبه رغم بعد المسافة بأزيد من 7000 كيلومتر!!!

أعراض وسمعة الناس. إنها التجارة “البور” التي لا تقيم حدا متوازنا بين البائع والمشتري. لكنها تخلق “الغفلة” بين الطرفين. غالبا يُصنف البائع هنا ﺑ “النزق” لأنه يتصيد زبنائه بعناية ممن يستعجلون على إشهار اقتنائهم “الهوتة”. أما المشتري، القادم ربما من كوكب المشتري، حيث لا طير يطير ولا وحش يسير ولا تعبان يزحف ولا حتى بني آدم يعيش هنالك، إلا نكرة واحدة يدعى هشام جيراندو، يجد عزائه في إعادة توطين كل المقذوفات والقذرات التي تُقْذف في وجهه ويُحْشَى بها دماغه، في أرض المغرب لفرض واقع موازي يضغط عليه إثره “كفيله” كي يُقدم، من حين لآخر، إحصائيات افتراءاته الرقمية، حتى تتضح الرؤية ويكون في أتم الجاهزية لتعديل بعض جزئيات الخطة التهجمية، إن طرأ ما يدعو إلى ذلك.

سادتنا الأولون ارتووا من الثقافة الشعبية حد الإحاطة بكافة مناحي الحياة. ومما دونوه في حق بلداء القوم هو “الله يجيب الغفلة ما بين البايع والشاري”. ونحن نحاول تفصيص مكونات عقل تاجر الخردة “الكندي”، لا نجد توصيفا مُجديا أكثر من الساعة اليدوية التي لم يخلو بيت جدة مغربية منها.

إنها ساعة “الديك” الأنيقة التي تُشحن يدويا، وتُترك فوق أرضية صلبة إلى أن يحين الوقت و”تسرس” أجراسها لوحدها. رنينها المتواصل مزعج حتى ليندم صاحبها أنه استعان بها للاستيقاظ.  

“صائد السكوبات” المذيلة بعبارة “تحياتي للشعب المغربي المعتقل داخل الفساد”، قد خَبِرَ دروب الأموات وتجول بين شواهدهم. بل حتى أشركهم في إعداد طبق الكسكس، تيمنا بعُرف “نتشاركو الطعام” بمعية عرابه “المقصي” علي لمرابط. إن قوائم “المومياوات” الذين حنطهم الرجل ويُخرجهم بين الفينة والأخرى، لإرهاب المخزن، قد استقبلت وافدا جديدا أو لنقل اثنين. السيدان خالد فكري وسليم السعيدي.

الأول حي يُرزق وقد لجأ إلى القضاء للاقتصاص ممن يريد سلبه حياته “عنوة” لتصفية حسابات رخيصة. أما الثاني، فإنه في “دار الحق”، من حيث لا يستطيع الدفاع عن سيرته، التي يتناولها “جعراندو” بكثير من المغالطات وفرض لسرديات ما أتى الله بها من حجة ولا برهان، ضاربا عرض الحائط إلزامية “اذكروا أمواتكم بالخير”.

المتوفون بأمر الله وقدره، كل من عبد الله باها، نائب الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية والمافيوزي هشام المنظري، ثم اليوم سليم السعيدي، الحارس الشخصي السابق للملك محمد السادس. إننا أمام تاجر للبشر يعزف على أوتار سُباتهم الأبدي كي ينسج حكايا سريالية، لم يكن لينجح حتى أمهر حكائي ساحة جامع الفنا التراثية في ربط تفاصيلها لجعل عقول الجماهير مشدوهة وأبصارها شاخصة وقلوبها معلقة بسرد ينهل من “الغيبيات” والعياذ بالله.  

وحينما “كيجي الفاس في الراس”، يجد تاجر البشر وتزوير الهويات عبر ليبيا سابقا، نفسه بين سندان تقريع “مصادره” المزعومة” ومطرقة متابعين ضاقوا درعا بكذبه الممنهج، وتزلفه إليهم لربما يُلقبوه ﺑ “بعبع الفساد والمفسدين”. بينما الحقيقة التي صارت تُرعب جيراندو أكثر من مصادره، أن الرجل الذي يبعد عن الوطن بأزيد من 7000 كيلومتر، قد استفاق متأخرا من بطولات وهمية أُكِلَ خلالها الثوم بفمه “المُشرع” دون أن يغير من واقع المملكة شيئا. والنتيجة صار صفرا على اليمين وآخر من يتذيل قائمة خونة الوطن في انتظار أن يُشَرف اسمه قوائم نزلاء المؤسسات السجنية.

وإن استمر الحال على ما هو عليه، فإننا نتنبأ، عما قريب، بفيديو يطلعنا فيه الأبله هشام جيراندو، بالتئام من ينعتهم ﺑ “أموات المخزن” عليه كي يخنقوا أوداجه ويُخرسوه إلى الأبد.  

رزقك الله حسن الخاتمة لأن حسن السيرة خاصتك لا تبشر بالخير !!

Ahmed Cheikh

منشورات ذات صلة